mercredi 14 octobre 2009

Al Maqâma al-hirziyya المقامة الحرزية



حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: لَمَّا بَلَغَتِ بِيَ الغُرْبَةُ بَابَ الأَبْوَابِ، وَرَضِيتُ مِنَ الغَنِيمَةِ بِالإِيَابِ، وَدُونَهُ منِ َالبَحْرِ وَثَّابٌ بِغَاربِهِ، وَمِنَ السُّفُنِ عَسَّافٌ بِراكِبِهِ، اسْتَخَرْتُ اللهَ فِي القُفُولِ، وَقَعَدْتُ مِنَ الفُلْكِ، بِمَثَابَةِ الهُلْكِ، وَلَمَّا مَلَكْنَا البَحْرُ وَجَنَّ عَلَيْنَا الَّلْيلُ غَشِيَتْنَا سَحابَةٌ تَمُدُّ مِنَ الأَمْطَارِ حِبَالاً، وَتَحْدُو مِنَ الغَيْمِ جِبَالاً، بِرِيحٍ تُرْسِلُ الأَمْواجَ أَزْوَاجاً، وَالأَمْطَارَ أَفْوَاجاً، وَبَقِينا فِي يَدِ الحِينِ، بَيْنَ البَحْرَيْنِ، لاَ نَمْلِكُ عُدَّةً غَيْرَ الدُّعَاءِ، وَلا حِيلَةً إِلاَّ البُكَاءَ وَلا عِصْمَةً غَيْرَ الرَّجَاءِ، وَطَوَيْنَاهَا لَيْلةً نَابِغِيَّةً، وَأَصْبَحْنَا نَتَباكَى وَنَتَشاكَى، وَفِينَا رَجُلٌ لا يَخْضَلُّ جَفْنُهُ، وَلا تَبْتَلُّ عَيْنُهُ، رَخِيُّ الصَّدْرِ مُنْشَرِحُهُ، نَشِيطُ القَلْبِ فَرِحهُ، فَعَجِبْنَا واللهِ كُلَّ العَجَبِ، وَقُلْنَا لَهُ: مَا الَّذِي أَمَّنَكَ مِنَ العَطَبِ؟ فَقَالَ: حِرْزٌ لا يَغْرَقُ صَاحِبُهُ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَمْنَحَ كُلاًّ مِنْكُمْ حِرْزاً لَفَعْلتُ، فَكُلُّ رَغِبَ إِلَيْهِ، وَأَلَحَّ فِي المَسْأَلَةِ عَليْهِ، فَقَالَ: لَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ حَتَّى يُعْطِيَنِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ دِيناراً الآنَ، وَيَعِدَنِي دِيناراً إِذا سِلِمَ.
قاَلَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ: فَنَقَدْنَاهُ مَا طَلَبَ، وَوَعَدْنَاهُ مَا خَطَبَ، وَآبَتْ يَدُهُ إِلَى جَيْبِهِ، فَأَخْرَجَ قُطْعَةَ دِيْبَاجٍ، فِيْهَا حُقَّةُ عَاجٍ، قَدْ ضُمِّنَ صَدْرُها رِقَاعاً، وَحَذَفَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا بِوَاحِدَةٍ مِنْهَا، فَلمَّا سَلَمتِ السَّفِينَةِ، وَأَحَلَّتْنَا المَدِينَةَ، افْتَضَى النَّاسَ ما وَعَدُوهُ، فَنَقَدُوهُ، وَانْتَهَى الأَمْرُ إِليَّ فَقَالَ: دَعُوهُ، فَقُلْتُ: لَكَ ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ تُعْلِمَنِي سِرَّ حَالِكَ، قَالَ: أَنَا مِنْ بِلادِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ نَصَرَكَ الصَبْرُ وَخَذَلَنَا؟ فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
وَيْكَ لَوْلاَ الصَّبْرُ مَا كُنْ *** تُ مَلأَتُ الكِيسَ تِبْرَا
لَنْ يَنالَ المَجْدَ منْ ضَا *** قَ بِما يَغْشاهُ صَـدْرا
ثُمَّ مَا أَعْقَبَنِـي الـسَّـا *** عَةَ مَا أُعْطِيتُ ضَرَّا
بَلْ بِـهِ أَشْـتَـدُّ أَزْراً *** وَبِهِ أُجْبُـرُ كَـسْـرَا
وَلَوَ أَنِّيَ اليَوْمَ في الغَرْ *** قَى لَمَا كُلِّفْتُ عُـذْراً
بديع الزمان الهمذاني -



Ci dessous, des mots ou expressions traduites pour aider à la compréhension de la "maqâma

بَابَ الأَبْوَابِ:Bab al abwâb, aujourd'hui Derbend, au pied du Caucase, sur la Mer Caspienne
وَرَضِيتُ مِنَ الغَنِيمَةِ بِالإِيَابِ: (accepter, butin, retour )
َالبَحْرِ وَثَّابٌ بِغَاربِهِ: une mer aux vagues bondissantes
السُّفُنِ عَسَّافٌ بِراكِبِهِ: des navires incapables de suivre la route familière aux passagers
اسْتَخَرْتُ اللهَ فِي القُفُولِ: (se recommander à Dieu, le retour)
الهُلْكِ: la mort
جَنَّ عَلَيْنَا الَّلْيلُ: (la nuit tomba= devint la plus obscure)
وَتَحْدُو: pousser devant soi comme le chamelier pousse ses chameaux pour avancer
لاَ نَمْلِكُ عُدَّةً غَيْرَ الدُّعَاءِ،: nous n'avions plus d'autre recours que la prière
وَلا عِصْمَةً غَيْرَ الرَّجَاء: et l'espérance pour seul moyen de défense
لَيْلةً نَابِغِيَّةً: une nuit aussi effrayante que celle décrite par le poète al-Nâbigha
وَفِينَا رَجُلٌ لا يَخْضَلُّ جَفْنُهُ : il y avait parmi nous un homme dont les pauières restaient sèches.(= qui ne pleurait pas de peur)
العَطَب:le péril
قُطْعَةَ دِيْبَاجٍ: un morceau de soie imprimée
حُقَّةُ عَاجٍ: une cassette d'ivoire
رِقَاعاً: formulettes (petits papiers avec des inscriptions
حَذَفَ:il en donna
افْتَضَى النَّاسَ ما وَعَدُوهُ: il demanda aux gens ce qu'ils lui avaient promis
كَيْفَ نَصَرَكَ الصَبْرُ وَخَذَلَنَا؟: comment le courage t'a t-il soutenu victorieusement et il nous a abandonnés?
تِبْرَ: l'or
مَّ مَا أَعْقَبَنِـي الـسَّـا *** عَةَ مَا أُعْطِيتُ ضَرَّا: ce que j'ai reçu (de vous sur le navire) ne m'a fait aucun mal
بَلْ بِـهِ أَشْـتَـدُّ أَزْراً *** وَبِهِ أُجْبُـرُ كَـسْـرَا: mais il m'a renforcé et me permettra de réparer les fractures
وَلَوَ أَنِّيَ اليَوْمَ في الغَرْ *** قَى لَمَا كُلِّفْتُ عُـذْرا: et si j'avais péri noyé, je n'aurais point été obligé de me justifier

Aucun commentaire: