lundi 28 mars 2011

ابن الفارض، عمر بن أبي الحسن




(1181ـ 1234). يعرف بابن الفارض، لأن أباه كان يشغل منصب الفارض، الذي يثبت فروض النساء على الرجال بين أيدي الحكام. حموي الأصل، مصري المولد والدار والوفاة. درس الفقه والحديث، وتردد مع أبيه على مجالس العلم والحكم، وسلك طريق الصوفية، فساح بوادي المستضعفين بالجبل المقطم، وبأودية مكة، حيث قضى خمسة عشر عاماً، عاد بعدها إلى مصر، وتوفي بها ودفن بالقرافة بسفح المقطم، تحت المسجد المعروف بالعارض. شاعر الحب الإلهي، بين شعراء الصوفية العرب المسلمين، حتى لقب بسلطان العاشقين. له ديوان، صور فيه أشواقه وأذواقه في حب الذات الإلهية ومعرفة الحقيقة العلية. وهو يستعمل الرمز والإشارة على طريقة الصوفية، حين يعبرون عن مواجيدهم وحقائقهم. أهم قصائده التائية الكبرى، ويصور فيها أطوار حياته الروحية في طريق المحبة الإلهية، وما خضع له من رياضات ومجاهدات، وما انتهى إليه من فتوحات ومكاشفات.
و« الميمية أو الخمرية »، وفيها تغنى بالحب الإلهي الذي بعده الصوفية أصلاً في وجود الخلق. انتهى في تصوفه إلى مذهب في وحدة الشهود، قوامه الشعور بفناء الحب عن نفسه، واتحاده بمحبوبته الحقيقية، وهي الذات العلية، وفي هذا الشعور ينظر الإنسان إلى الموجودات المتكثرة بعين الوحدة، وإلى ما فيها من حسن مقيد، على أنه معار لها من الجمال الإلهي المطلق.
ولابن الفارض مذهب في الحقيقة المحمدية، وفي توحيد الأديان: فهو يرى أنالحقيقة المحمدية هي المنبع الفياض بأنواع الكمالات العلمية والعملية، التي ظهرت في أفراد الإنسان الكامل من الأنبياء السابقين على محمد النبي المرسل، ومن الأولياء المعاصرين له واللاحقين به، وأن الأديان مختلفة في ظاهرها، متفقة في جوهرها، لصدورها عن مصدر واحد، ولابتغائها وجه إله واحد. ووحدة ابن الفارض الشهودية، وإن كانت تختلف عن وحدة ابن عربي الوجودية، إلا أنهما متفقان في كثير من تفصيلات مذهبيهما، كما تصورهما تائية ابن الفارض الكبرى، وفتوحات ابن عربي المكية، حتى ابن عربي- لما سأل ابن الفارض أن يضع نفسه يضع بنفسه شرحاً لتائيته الكبرى- أجابه الأخير بقوله: "كتابك الفتوحات المكية شرح لها". وقد عنى الشراح بشرح ديوان ابن الفارض شروحا لغوية وصوفية، كما عنى المترجمون بنقله إلى لغات عدة. فمن الشروح اللغوية شرح الوريني، ومن الشروح الصوفية شرح النابلسي للديوان كله، وشرح القاشاني «كشف الوجوه الغر لمعاني نظم الدر»، وشرح الفرغاني « منتهى المدارك». وقد جمع رشيد بن غالب الدحداح بين شرح البوريني اللغوي، وبين مقتطفات من شرح النابلسي الصوفي في طبعة واحدة. ولشعر ابن الفارض ترجمات لاتينية وفرنسية وإنجليزية وألمانية وإيطالية. وعنى بعض الشراح والمترجمين ببعض النواحي في حياة ابن الفارض، وشهرع، ومذهبه. فظهرت لهم دراسات عديدة

المصدر: الموسوعة العربية الميسرة، 1965

http://encyc.reefnet.gov.sy/pages/print.php?id=191315.

Aucun commentaire: