mardi 9 octobre 2012

Ibn Arabi, Traité de l'Amour, introduction


تعشقت(1) حب الحب دهري ولم أقل * كفاني الذي قد نلت منه كفاني

فابد إلى المحبوب شمس اتصاله * أضاء بها كوني وعين جناني
‎ 
وذاب فؤادي خيفة من جلاله * فوقع لي في الحين خط أمان
‎ 
ونزهني في روض إنس جماله * فغبت عن الأرواح والثقلان
‎ 
وأحضرني والسر مني غائب * وغيبني والأمر مني داني
‎ 
فإن قلت أنا واحد فوجوده * وإن أثبتوا عيني فمزدوجان
‎ 
ولكنه مزج رقيق منزه * يرى واحدا والعلم يشهد ثاني
‎ 
فقلت له وهو القوول وإنه * عبارته المثلى جرت بلسان
‎ 
أيا من بدا في نفسه لنفيسه * ولا عدد فالعين مني فإني
‎ 
فنفسك شاهدت النفيسة منعما * بنفسك وانظر في المرآة تراني
‎ 
فيا غائبا من كان هذا مقامه * يرى في جنان الناعمات بجان
‎ 
فلا والذي طارت إلى حسن ذاته * قلوب فأفناها عن الطيران

‎ اعلم وفقك الله أن الحب مقام إلهي فإنه وصف به نفسه وتسمى بالودود وفي الخبر بالمحب‫/‬ ومما أوحى الله به إلى موسى في التوراة يا ابن آدم أنى وحقي لك محب فبحقي عليك كن لي محبا‫/‬ وقد وردت المحبة في القرآن والسنة في حق الله وفي حق المخلوقين‫/‬ وذكر أصناف المحبوبين بصفاتهم وذكر الصفات التي لا يحبها الله وذكر الأصناف الذين لا يحبهم الله فقال تعالى لنبيه ص آمرا أن يقول لنا قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله‫/‬ وقال تعالى يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه‫/‬ وقال في ذكر الأصناف الذين يحبهم إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ويحب المطهرين ويحب المتوكلين ويحب الصابرين ويحب الشاكرين ويحب المتصدقين ويحب المحسنين ويحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص‫/‬ كما نفى عن نفسه أن يحب قوما لأجل صفات قامت بهم لا يحبها ففحوى الخطاب أنه سبحانه يحب زوالها ولا تزول إلا بضدها ولا بد‫/‬ فقال إن الله لا يحب المفسدين ولا يحب الفساد وضده الصلاح فعين ترك الفساد صلاح وقال إن الله لا يحب الفرحين ولا يحب كل مختال فخور ولا يحب الظالمين ولا يحب المسرفين ولا يحب الكافرين ولا يحب الجهر بالسوء من القول ولا يحب المعتدين‫/‬ ثم إنه سبحانه حبب إلينا أشياء منها بالتزيين ومنها مطلقة فقال ممتنا علينا ولكن الله حبب إليكم الايمان وقال زين للناس حب الشهوات الآية وقال في حق الزوجين وجعل بينكم مودة ورحمة ونهانا أن نلقي بالمودة إلى أعداء الله فقال لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ‫/‬والمحبة الواردة في القرآن كثيرة

‎وأما الأخبار فقوله ص عن الله إنه قال كنت كنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق وتعرفت إليهم فعرفوني فما خلقنا إلا له لا لنا لذلك قرن الجزاء بالأعمال فعملنا لنا لا له وعبادتنا له لا لنا وليست العبادة نفس العمل فالأعمال الظاهرة في المخلوقين خلق له فهو العامل ويضاف إليه حسنها أدبا مع الله مع كونها كل من عند الله لأنه قال ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها والله خلقكم وما تعملون وقال الله خالق كل شئ فدخلت أعمال العباد في ذلك وقال رسول الله ص إن الله يقول ما تقرب المتقربون بأحب إلي من أداء ما افترضته عليهم ولا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به الحديث ومن هذا التجلي قال من قال بالاتحاد وبقوله وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وبقوله وما تعملون
‎           وفي الخبر أن الله
‎يحب كل مفتن تواب وفي الخبر وجبت للمتحابين في وفي الخبر حبوا الله لما أسدى إليكم من نعمه وفي الخبر أن الله جميل يحب الجمال وأن الله               
‎ يحب أن يمدح وقال ع حبب إلي من دنياكم ثلاث الحديث والأخبار في هذا الباب كثيرة جدا واعلم أن مقامها شريف وإنها أصل الوجود
‎ وعن الحب صدرنا * وعلى الحب جبلنا

* فلذا جئناه قصدا * ولهذا قد قبلنا

Commentaires:

Ibn 'Arabî utilise ici le verbe تعشقت pour parler d' une manière particulière d'aimer. Il s'agit d'une forme d'amour où les deux êtres qui s'aiment sont imbriqués l'un dans l'autre, corps et âme. 

 
Maurice Gloton, dans sa traduction du Traité de l'Amour, propose "spiration d'amour". 
Ibn 'Arabî le définit comme étant ifrât al-mahabba (excès d'amour). 
" Outre sa limpidité dans son attachement à un être unique, cette affection est proprement ce qu'on nomme l'amour originel (hubb) et outre son apparition dans la graine du coeur (habbat al-qalb), qui a été également dénommée amour originel, elle a la vertu de compénétrer l'homme entièrement et de le rendre aveugle à tout sauf au bien-aimé. La réalité intime (haqîqa) d'un tel amour s'infuse dans les moindres éléments de son corps, de ses facultés et de son esprit. Il s'écoule en lui comme le sang dans les veines et la chair. Il imprègne toutes les jointures de son corps, parvient à s'identifier à son existence, en affectant intimement tous ses aspects, corps, esprit, à un point tel que rien ayant trait à un autre ne peut subsister en lui. Il ne parle que par amour pour l'aimé, il n'a d'oreille que pour lui et par son regard, il ne contemple que lui en chaque chose. Il le voit en toute forme et ne voit rien sans proférer: "lui!". Aussi, cette forme d'amour est appelée ishq."
Trad. M. Gloton 

Aucun commentaire: