mercredi 1 mai 2019

حقيقة الشيخ والمريد عند الصوفية

حقيقة ( الشيخ والمريد عند الصوفية)

. فماذا قال القوم عن العلاقة بين الشيخ والمريد.

قال القشيري: " يجب على المريد أن يتأدب بشيخ، فإن لم يكن له أستاذ لا يفلح أبداً، هذا أبو يزيد يقول: من لم يكن له أستاذ فإمامه الشيطان ".
(الرسالة القشيرية ص181)

وقال الغزالي : " فكذلك المريد يحتاج إلي شيخ وأستاذ يقتدي به لا محالة ليهديه إلي سواء السبيل، فإن سبيل الدين غامض وسُبُل الشيطان كثيرة ظاهرة، فمن لم يكن له شيخ يهديه، فإن الشيطان إلي طرقه لا محالة " ( إحياء علوم الدين "3-75") .

من آداب المريد

ومن أهم آداب المريد عندهم أن يكون مع شيخه كالميت بين يدي مغسله.
قال القشيري: " وأن لا يخالف شيخه في كل ما يشير عليه " ( الرسالة القشيرية 182)
. وقال الغزالي: " ومهما أشار عليه المعلم بطريق في التعلم فليقلده، وليدع رأيه، فإن خطأ مرشده أنفع له من صوابه في نفسه " ( إحياء علوم الدين 1-50)
. وقال: " فمُعتَصم المريد بعد تقديم الشروط المذكورة شيخه، فليتمسك به تمسك الأعمي على شاطئ النهر بالقائد، بحيث يفوض أمره إليه بالكلية، ولا يخالفه في ورده ولا صَدَره، ولا يبغي في متابعته شيئا ولا يذر، وليعلم أن نفعه في خطأ شيخه لو أخطأ أكثر من نفعه في صواب نفسه لو أصاب" (المصدر السابق 3-76)

وقال علي وفا: " المريد الصادق مع شيخه كالميت مع مغسله، لا كلام، ولا حركة، ولا يقدر أن ينطق بين يديه من هيبته، ولا يدخل، ولا يخرج، ولا يخالط أحداً، ولا يشتغل بعلم ولا قرآن ولا ذكر إلا بإذنه ".
(الأنوار القدسية 1-187)

قال ابن عربي: " إن من شرط الإمام الباطن أن يكون معصوماً، وليس الظاهر إن كان غيره له مقام العصمة " ( الفتوحات المكية 3-183) وقال القشيري: " من أجل الكرامات التي تكون للأولياء دوام التوفيق للطاعة والعصمة من المعاصي والمخالفات ".
(الرسالة القشيرية ص160)

" أحسن الظن ولا تنتقد بل اعتقد، والتسليم أسلم، والله بكلام أوليائه أعلم" ( الفتوحات المكية 1-5) ويقول أيضاُ:
ما حرمة الشيخ إلا حرمة الله
فقم بها أدباً لله بالله
هم الأدلاء والقربي تؤيدهم
على الدلالة تأييداً على الله
كالأنبياء تراهم في محاربهم
لا يسألون من الله سوى الله
فإن بدا منهم حال تولهم
عن الشريعة فاتركهم مع الله
{الفتوحات المكية باب 181}

ويقول محمد أمين الكردي: " ومنها أن لا يعترض عليه فيما فعله، ولو كان ظاهره حراماً، ولا يقول: لم فعل كذا؟ لأن من قال لشيخه " لم؟ لا يفلح أبداً، فقد تصدر من الشيخ صورة مذمومة في الظاهر وهي محمودة في الباطن" ( تنوير القلوب ص528).
ن التصوف والصوفية ص213)


استدل الصوفية بقصة الخضر مع موسى عليهما السلام علي جواز مبالغتهم في طاعة المريد للشيخ. يقول السهروردي:
وينبغي للمريد أنه كلما أشكل عليه شئ من حال الشيخ يذكر قصة موسى مع الخضر عليهما السلام، كيف كان الخضر يفعل أشياء ينكرها موسى، وإذا أخبره الخضر بسرها يرجع موسى عن إنكاره، فما ينكره المريد لقلة علمه بحقيقة ما يوجد من الشيخ، فللشيخ في كل شئ عذر بلسان الحكمة.
(عوارف المعارف للسهروردي ص 409 )


Aucun commentaire: