lundi 30 septembre 2013

Al Maqama al Armaniyya, 1ère séance


Cours  de Littérature arabe classique
de 
Saadane Benbabaali
séance N° 1 (25/09/2013) 


Notes prises  par une étudiante ( Najlae LHARTI)
L2 – LLCE Arabe,
Le texte:

المقامة الأرمنية
حدَثَّنَاَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: لَمَّا قَفَلْنَا مِنْ تِجَارَةِ إِرْمِيِنِّيَة أَهْدَتْنَا الفَلاَةُ إِلَى أَطْفَالِهَا، وَعَثَرْنَا بِهِمْ فِي أَذْيَالِهَا، وَأَنَاخُونَا بِأَرْضِ نَعَامَةٍ، حَتَّى اسْتَنْظَفُوا حَقَائِبَنا، وأَرَاحُوا رَكَائِبنَا، وَبقِينَا بَياضَ اليَوْمِ، وَقَدء نَظَمَنا القِدُّ أَحْزَاباً، وَرُبِطَتْ خُيُولُنَا اغْتِصَاباً. حتَّى أَرْدَفَ اللَّيْلُ أَذْنَابَهُ، وَمَدَّ النَّجْمُ أَطْنَابَهُ، ثُمَّ انْتَحَوْا عَجُزَ الفَلاَةِ، وَأَخَذْنَا صَدْرَها، وَهَلُمَّ جَرَّا، حَتَّى طَلَعَ حُسْنُ الفَجْرِ مِنْ نِقَابِ الحِشْمَةِ، وانْتُضِىَ سَيْفُ الصَّبْحِ مِنْ قِرَابِ الظُّلْمَةِ، فَمَا طَلَعَتْ شَمْسُ النَّهَارِ، إَلاَّ عَلَى الأَشْعَارِ وَالأَبْشَارِ، وَمَا زِلْنَا بِالأَهْوَالِ نَدْرَأُ حُجُبَهَا، وَبِالْفَلَوَاتِ نَقْطَعُ نَجَبَها، حَتَّى حَلَلْنا المَرَاغَةَ، وَكُلٌّ مِنَّا انْتَظَمَ إِلى رَفِيقٍ، وَأَخَذَ فِي طَرِيقٍ، وَانْضَمَّ إِلَىَّ شَابٌّ يَعْلُوهُ صَفَارٌ، وَتعْلوهُ أَطْمَارٌ، يُكْنَى أَبَا الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيَّ، وَسِرْنَا فِي طَلَبِ أَبي جَابرٍ فَوَجَدْنَاهُ يَطْلُعُ مِنْ ذَاتِ لَظيً، تُسْجَرُ بِالغَضَا، فَعَمَدَ الإِسْكَنْدَرِيُّ إِلى رَجُلٍ فَاسْتَمَاحَهُ كفَّ مِلحٍ، وَقَالَ لِلْخَبَّازِ: أَعِرْنِي رَأْسَ التَّنُّورِ، فَإِنَّي مَقْرُورٌ، وَلَمَّا فَرَعَ سَنَامَهُ جَعَلَ يُحَدِّثُ القَوْمَ بِحَالِهِ، وَيُخْبِرُهُمْ بِاخْتِلاَلَهِ، وَيَنْشُرُ المِلْحَ فشي التَّنُّورِ مِنْ تَحْتِ أَذْيَالهِ، يُوهِمُهُمْ أَنَّ أَذَىً بِثِيَابِهِ، فَقَالَ الخَبَّازُ: مَا لَكَ لا أَبَا لَكَ؟! اجْمَعْ أَذْيَالَكَ فَقَدْ أَفْسَدْتَ الخُبْزَ عَلَيْنَا، وَقَامَ إِلَى الرُّغْفَانِ فَرَمَاهَا، وَجَعَل الإِسْكَنْدَرِيُّ يَلْتَقِطُهَا، وَيَتَأَبَّطُهَا، فَأَعْجَبَتَني حِيَلتُهُ فِيمَا فَعَلَ، وَقاَل: اصْبِرْ عَلَيَّ حَتَّى أَحْتَالَ عَلَى الأَدْمِ، فَلاَ حِيلَةَ مَعَ العُدْمِ، وَصَارَ إِلى رَجُلٍ قَدْ صَفَّفَ أَوانيَ نَظِيفةً فيها أَلوانُ الأَلْبَانِ، فَسأَلَهُ عَنِ الأَثْمَانِ، وَاسْتَأْذَنَ في الذَّوْقِ، فَقَالَ: أفْعَلْ، فَأَدَارَ في الآنِيةِ إِصْبَعَهُ، كَأَنَّهُ يَطْلُبُ شَيْئَاً ضَيَّعَهُ، ثُمَّ قَالَ: لَيْسَ مَعِي ثَمَنُهُ، وَهَلْ رَغْبَةٌ في الحِجَامَةِ؟ فَقالَ: قَبَّحَكَ اللهُ ! أَنْتَ حَجَّامٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَعَمَدَ لأَعْرَاضِهِ يَسُبَّهَا، وإِلَى الآنِيَةِ يَصُبُّهَا، فَقَالَ الإِسْكَنْدَرِيُّ: آثِرْنِي عَلَى الشَّيْطانِ، فَقالَ: خُذْهَا لاَ بُورِكَ لَكَ فِيها، فَأَخَذَهَا وَأَوَيْنَا إِلى خَلْوَةٍ، وَأَكَلْنَاهَا بِدَفْعَةٍ، وَسِرْنَا حَتَّى أَتَيْنَا قَرْيَةً اسْتَطَعَمْنا أَهْلَهَا، فَبَادَرَ مِنْ بَيْنِ الجَمَاعَةِ فَتىً إِلَى مَنْزِلِهِ، فَجاءَنَا بِصَفْحَةٍ قَدْ سَدَّ اللَّبَنُ أَنْفاسَها، حَتَّى بَلَغَ رَأْسَهَا، فَجَعَلْنا نَتَحَسَّاها، حَتَّى اسْتَوفَيْناها، وسَأَلْناهُمُ الخُبْزَ، فَأَبَوا إِلاَ بِالثَّمَنِ، فَقَالَ الإِسْكَنْدَرِيُّ: مَا لَكُمْ تَجُودُونَ بِاللَّبَنِ، وَتَمْنَعُونَ الخُبْزَ إِلاَّ بِالثَمَنِ؟ فَقَالَ الغُلاَمُ: كَانَ هَذَا اللَّبَنُ فِي غَضَارةٍ، قَدْ وَقَعَتْ فَيهَ فَارَةٌ، فَنَحْنُ نَتَصَدَّقُ بِهِ على السَّيَّارَةِ، فَقالَ الإِسْكَنْدَرِيُّ: إِنَّا للهِ! وَأَخَذَ الصَّحْفَةَ فَكَسَرَهَا، فَصَاحَ الغُلاَمُ: وَاحَرَبَاهُ، وَامَحْرُوبَاهُ، فَاقْشَعَرَّتْ مِنَّا الجِلْدَةُ، وَانْقَلَبَتْ عَلَيْنَا المَعِدَةُ، وَنَفَضْنَا مَا كُنَّا أَكَلْنَاهُ، وَقُلْتُ: هَذا جَزَاءُ مَا بِالأَمْسِ فَعَلْنَاهُ، وَأَنْشأَ أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ يَقُولُ:

يَا نَفْسُ لاَ تَتَـغَـثَّـى *** فَالشَّهْـمُ لاَ يَتَـغَـثَّـا
مَنْ يَصْحَبِ الدَّهْرِ يَأْكلْ *** فِيهِ سَمِـينـاً وَغَـثَّـا
فَالْبَسْ لِدَهْـرٍ جَـدِيداً *** وَالْبَـسْ لآخَـرَ رَثَّـا
بديع الزمان الهمذاني - المقامة الأرمنية


Contenu du cours

الجانب النظري: التعرف على المقامة كجنس أدبي ظهر على يد بديع الزمان الهمذاني.
الجانب التطبيقي: دراسة و تحليل المقامة الارمنية.

الجانب النظري:
تعتبر المقامات جنسا أدبيا فريدا في تاريخ الأدب العربي و العالمي، و يعتبر بديع الزمان الهمذاني اول من ابتكرها، فقد ألف ما يزيد عن خمسين مقامة (تشير اغلب المراجع الى انه ألف ما يقارب 400 مقامة لم يصلنا منها إلا 52 واحدة) ترجمت الى الفرنسية في الكتاب التالي:
Badî’ al-Zamân al-Hamadhânî, Le Livre des Vagabonds, Séances d’un beau parleur impénitent, textes traduits par R. Khawam, éd. Phébus, 1997.
تحمل كل مقامة من مقامات بديع الزمان الهمذاني عنوانا خاصا بها، تم اختياره تماشيا مع محتواها، فالعنوان قد يحيل على:
1/ مكان ما: كالمقامة البغدادية، الارمنية، العراقية...
2/ حيوان: المقامة القردية...
3/ شخصية: المقامة الجاحظية...
4/ حالة ما: المقامة المجاعية...
و جميع عناوين مقامات بديع الزمان الهمذاني التي وصلتنا هي: الابليسية، الاذريبجانية، الأرمنية، الازاذية، الاسودية، الاسدية، الاهوازية، البشرية، البصرية، البغدادية، البلخية، التميمية، الجرجانية، الجاحظية، الحرزية، الحلوانية، الحمدانية، الخمرية، الخلفية، الأصفهانية، السارية، الدينارية، الساسانية، السجستانية، الشعرية، الصيمرية، الرصافية، العراقية، العلمية، الغيلانية، الفزارية، القردية، القريضية، القزوينية، الكوفية، المارستانية، المجاعية، المضيرية، الصفرية، المطلبية، البخارية، الملوكية، الموصلية، الناجمية، النهيدية، المغزلية، الوصية، الوعظية، النيسابورية، الكوفية، الشيرازية، الخلفية.
تتميز المقامات كجنس أدبي بمساحة تعبير ضيقة، و هذا ما يجعلها تشبه "القصة القصيرة". و لكن المقامة تختلف عن القصة القصيرة رغم التشابه على مستوى قصر النص. فالمقامة تتضمن الشعر الى جانب النثر، و نجده حاضرا في كل مقامة خلافا لجنس القصة القصيرة الذي لا يشترط فيه بالضرورة وجود الشعر.
يستهل بديع الزمان الهمذاني كل مقاماته بعبارة "حدثنا عيسى بن هشام، قال": أي ان هذه الشخصية تلعب دوران أساسيان: دور الراوي و دور شخصية مشاركة في صنع أحداث القصة.
نجد شخصية عيسى بن هشام في كل مقامات بديع الزان الهمذاني، و هذه إحدى خصائص جنس المقامة.
دراسة عبارة "حدثنا عيسى بن هشام، قال:"
1/ الدور الذي يلعبه عيسى بن هشام في كل مقامة:
يعتبر عيسى بن هشام "راو-شخصية (قوة فاعلة)"، لأنه يروي لنا قصة عاش بنفسه أحداثها و لم يسمعها من شخص أخر.
في الجملة الأولى من المقامة الارمنية مثلا: يدلنا فعل" قفل" المصرف مع ضمير المتكلم الجمع (قفلنا) على ان الراوي عيسى بن هشام احد شخصيات القصة.
2/ الراوي "درجة – صفر":
نستشف من خلال عبارة"حدثنا" وجود راو ثانوي يقوم بمهمة تقديم الراوي الأساسي أي عيسى بن هشام الذي يتولى بعد ذلك مهمة السرد الى آخر النص.
و تجدر الإشارة الى ان هذا الراوي الثانوي لا يتدخل إلا مرة واحدة في بداية النص من خلال عبارة "حدثنا"، و لذلك نسميه: "الراوي درجة – صفر".
المقامة كنص سردي: العناصر الحقيقية و الخيالية
المقامة قصة خيالية، أحداثها غير واقعية بل هي نسيج خيال الكاتب بديع الزمان الهمذاني، و شخصياتها كذلك خيالية أي انها لم توجد أبدا في الواقع.
الكاتب بديع الزمان الهمذاني شخص حقيقي عاش في العصر العباسي، و هو الذي ألف و ابتكر أحداث و شخصيات مقاماته.
لا يجب إذن الخلط بين الكاتب و الشخصية: فالأول شخص حقيقي، و هو الذي يبتكر الشخصية الخيالية و يضعها في إطار زماني و مكاني يختاره لها و يجعلها تواجه أحداثا نسجتها مخيلته.
مصطلح "مقامة":
لغة:
كلمة "مقام" في اللغة العربية تعني "الإقامة او السكن في مكان ما". و في النص القرآني تحمل معنى المثول أمام الله، كما في الآية التالية: (( و اما من خاف مقام ربه، و نهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى" سورة النازعات.
اصطلاحا:
المقامة قصة تحكى على مسمع الحضور في مجلس ما.
الجانب التطبيقي: تحليل المقامة الارمنية
الإطار المكاني: تحمل هذه المقامة عنوان "ارمنية"، و هي كلمة توجد في السطر الأول من النص تحيل على اسم مكان. و نجد الراوي-الشخصية الرئيسية عيسى بن هشام و رفقاءه "قفلنا" قد انهوا تجارتهم بها و على وشك مغادرتها.
الإطار الزماني: لا يحمل النص إشارة دقيقة الى الإطار الزماني، كل ما نعرفه ان أحداث القصة تدور بعد انتهاء عيسى بن هشام و رفاقه من تجارة ارمنية.
نجد في النص كلمة "أطفالها"، و التي جذرها يتكون من الحروف الثلاثة التالية: ط/ ف/ ل. و يمكننا هذا الجذر من الحصول على كلمة "طفيلي" التي تعني ذلك الشخص الذي يغشى الولائم و الأعراس و المجالس و نحوها من غير ان يدعى إليها، و مثال ذلك شخصية الأشعب. 
إذن، فقد وظف الكاتب كلمة "أطفال" عوض أبناء او أولاد لقربها من كلمة طفيلي.
الأفكار الأساسية للنص:
يبين الكاتب من خلال جملة "استنظفوا حقائبنا، و أراحوا ركائبنا" ان الطفيليين قد سرقوا منهم كل ممتلكاتهم، و نلاحظ ان الكاتب عبر عن ذلك في قالب هزلي.
و بالتالي، فان هدف الأدب إذن هو التعليم و التربية (الجد) اعتمادا على الهزل. فالمقامة تعالج موضوع الجد بالهزل.
يبين الراوي عيسى بن هشام ان الطفيليين قسموهم الى مجموعات لإضعاف قوتهم من خلال عبارة "نظمنا القد أحزابا"، و أنهم سلبوهم ركائبهم من خلال عبارة "ربطت خيولنا اغتصابا" لان فعل "غصب" يعني اخذ الشيء بالقوة. كما أمروهم بسلك الاتجاه الآخر من الطريق كما توضح عبارة "انتحوا عجز الفلاة، و اخذنا صدرها"، التي تتضمن كلمتي "صدر و عجز" اللتان تطلقان على شطري البيت الشعري في القصيدة، و بما ان الصدر و العجز يكونان في اتجاهين معاكسين، فقد ارتأى الكاتب أنهما أحسن مثال لتشبيه سلك طريقين مختلفين بالنسبة لعيسى بن هشام و رفاقه من جهة و الطفيليين من جهة اخرى. 
بعد طلوع الفجر، يجد عيسى بن هشام و رفاقه نفسهم حفاة عراة لا يملكون شيئا، كما توضح عبارة: "إلا على الأشعار و الابشار"، حيث الأشعار مفردها شعر و الابشار مفردها بشرة.
على المستوى البلاغي:
 نجد الكاتب يوظف بكثرة "السجع"، و السجع هو توافق الفاصلتين في فقرتين او أكثر في الحرف الأخير، او هو توافق أواخر فواصل الجمل، و يكون في النثر فقط. و مثال ذلك من النص ما يلي: "أهدتنا الفلاة الى أطفالها، و عثرنا بهم في أذيالها".
يوظف الأدب عددا من التقنيات او الوسائل الأدبية، منها التشخيص الذي نجده في المثال التالي من النص: "أهدتنا الفلاة الى أطفالها"، حيث يجعل الكاتب من الفلاة (أي المكان الخالي) امرأة و أما من خلال منحها "أطفالا".
و نفس الظاهرة البلاغية نجدها في الجملة التالية: "طلع حسن الفجر من نقاب الحشمة"، حيث يشخص الفجر ليصبح امرأة حسناء محتشمة تتستر تحت نقابها، ثم ما تلبث ان تبدأ بإزاحته. و توظيف كلمة نقاب في الجملة إشارة الى شدة سواد الليل.

Aucun commentaire: