Affichage des articles dont le libellé est al hamadhani. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est al hamadhani. Afficher tous les articles

lundi 30 septembre 2013

Al Maqama al Armaniyya, 1ère séance


Cours  de Littérature arabe classique
de 
Saadane Benbabaali
séance N° 1 (25/09/2013) 


Notes prises  par une étudiante ( Najlae LHARTI)
L2 – LLCE Arabe,
Le texte:

المقامة الأرمنية
حدَثَّنَاَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: لَمَّا قَفَلْنَا مِنْ تِجَارَةِ إِرْمِيِنِّيَة أَهْدَتْنَا الفَلاَةُ إِلَى أَطْفَالِهَا، وَعَثَرْنَا بِهِمْ فِي أَذْيَالِهَا، وَأَنَاخُونَا بِأَرْضِ نَعَامَةٍ، حَتَّى اسْتَنْظَفُوا حَقَائِبَنا، وأَرَاحُوا رَكَائِبنَا، وَبقِينَا بَياضَ اليَوْمِ، وَقَدء نَظَمَنا القِدُّ أَحْزَاباً، وَرُبِطَتْ خُيُولُنَا اغْتِصَاباً. حتَّى أَرْدَفَ اللَّيْلُ أَذْنَابَهُ، وَمَدَّ النَّجْمُ أَطْنَابَهُ، ثُمَّ انْتَحَوْا عَجُزَ الفَلاَةِ، وَأَخَذْنَا صَدْرَها، وَهَلُمَّ جَرَّا، حَتَّى طَلَعَ حُسْنُ الفَجْرِ مِنْ نِقَابِ الحِشْمَةِ، وانْتُضِىَ سَيْفُ الصَّبْحِ مِنْ قِرَابِ الظُّلْمَةِ، فَمَا طَلَعَتْ شَمْسُ النَّهَارِ، إَلاَّ عَلَى الأَشْعَارِ وَالأَبْشَارِ، وَمَا زِلْنَا بِالأَهْوَالِ نَدْرَأُ حُجُبَهَا، وَبِالْفَلَوَاتِ نَقْطَعُ نَجَبَها، حَتَّى حَلَلْنا المَرَاغَةَ، وَكُلٌّ مِنَّا انْتَظَمَ إِلى رَفِيقٍ، وَأَخَذَ فِي طَرِيقٍ، وَانْضَمَّ إِلَىَّ شَابٌّ يَعْلُوهُ صَفَارٌ، وَتعْلوهُ أَطْمَارٌ، يُكْنَى أَبَا الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيَّ، وَسِرْنَا فِي طَلَبِ أَبي جَابرٍ فَوَجَدْنَاهُ يَطْلُعُ مِنْ ذَاتِ لَظيً، تُسْجَرُ بِالغَضَا، فَعَمَدَ الإِسْكَنْدَرِيُّ إِلى رَجُلٍ فَاسْتَمَاحَهُ كفَّ مِلحٍ، وَقَالَ لِلْخَبَّازِ: أَعِرْنِي رَأْسَ التَّنُّورِ، فَإِنَّي مَقْرُورٌ، وَلَمَّا فَرَعَ سَنَامَهُ جَعَلَ يُحَدِّثُ القَوْمَ بِحَالِهِ، وَيُخْبِرُهُمْ بِاخْتِلاَلَهِ، وَيَنْشُرُ المِلْحَ فشي التَّنُّورِ مِنْ تَحْتِ أَذْيَالهِ، يُوهِمُهُمْ أَنَّ أَذَىً بِثِيَابِهِ، فَقَالَ الخَبَّازُ: مَا لَكَ لا أَبَا لَكَ؟! اجْمَعْ أَذْيَالَكَ فَقَدْ أَفْسَدْتَ الخُبْزَ عَلَيْنَا، وَقَامَ إِلَى الرُّغْفَانِ فَرَمَاهَا، وَجَعَل الإِسْكَنْدَرِيُّ يَلْتَقِطُهَا، وَيَتَأَبَّطُهَا، فَأَعْجَبَتَني حِيَلتُهُ فِيمَا فَعَلَ، وَقاَل: اصْبِرْ عَلَيَّ حَتَّى أَحْتَالَ عَلَى الأَدْمِ، فَلاَ حِيلَةَ مَعَ العُدْمِ، وَصَارَ إِلى رَجُلٍ قَدْ صَفَّفَ أَوانيَ نَظِيفةً فيها أَلوانُ الأَلْبَانِ، فَسأَلَهُ عَنِ الأَثْمَانِ، وَاسْتَأْذَنَ في الذَّوْقِ، فَقَالَ: أفْعَلْ، فَأَدَارَ في الآنِيةِ إِصْبَعَهُ، كَأَنَّهُ يَطْلُبُ شَيْئَاً ضَيَّعَهُ، ثُمَّ قَالَ: لَيْسَ مَعِي ثَمَنُهُ، وَهَلْ رَغْبَةٌ في الحِجَامَةِ؟ فَقالَ: قَبَّحَكَ اللهُ ! أَنْتَ حَجَّامٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَعَمَدَ لأَعْرَاضِهِ يَسُبَّهَا، وإِلَى الآنِيَةِ يَصُبُّهَا، فَقَالَ الإِسْكَنْدَرِيُّ: آثِرْنِي عَلَى الشَّيْطانِ، فَقالَ: خُذْهَا لاَ بُورِكَ لَكَ فِيها، فَأَخَذَهَا وَأَوَيْنَا إِلى خَلْوَةٍ، وَأَكَلْنَاهَا بِدَفْعَةٍ، وَسِرْنَا حَتَّى أَتَيْنَا قَرْيَةً اسْتَطَعَمْنا أَهْلَهَا، فَبَادَرَ مِنْ بَيْنِ الجَمَاعَةِ فَتىً إِلَى مَنْزِلِهِ، فَجاءَنَا بِصَفْحَةٍ قَدْ سَدَّ اللَّبَنُ أَنْفاسَها، حَتَّى بَلَغَ رَأْسَهَا، فَجَعَلْنا نَتَحَسَّاها، حَتَّى اسْتَوفَيْناها، وسَأَلْناهُمُ الخُبْزَ، فَأَبَوا إِلاَ بِالثَّمَنِ، فَقَالَ الإِسْكَنْدَرِيُّ: مَا لَكُمْ تَجُودُونَ بِاللَّبَنِ، وَتَمْنَعُونَ الخُبْزَ إِلاَّ بِالثَمَنِ؟ فَقَالَ الغُلاَمُ: كَانَ هَذَا اللَّبَنُ فِي غَضَارةٍ، قَدْ وَقَعَتْ فَيهَ فَارَةٌ، فَنَحْنُ نَتَصَدَّقُ بِهِ على السَّيَّارَةِ، فَقالَ الإِسْكَنْدَرِيُّ: إِنَّا للهِ! وَأَخَذَ الصَّحْفَةَ فَكَسَرَهَا، فَصَاحَ الغُلاَمُ: وَاحَرَبَاهُ، وَامَحْرُوبَاهُ، فَاقْشَعَرَّتْ مِنَّا الجِلْدَةُ، وَانْقَلَبَتْ عَلَيْنَا المَعِدَةُ، وَنَفَضْنَا مَا كُنَّا أَكَلْنَاهُ، وَقُلْتُ: هَذا جَزَاءُ مَا بِالأَمْسِ فَعَلْنَاهُ، وَأَنْشأَ أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ يَقُولُ:

يَا نَفْسُ لاَ تَتَـغَـثَّـى *** فَالشَّهْـمُ لاَ يَتَـغَـثَّـا
مَنْ يَصْحَبِ الدَّهْرِ يَأْكلْ *** فِيهِ سَمِـينـاً وَغَـثَّـا
فَالْبَسْ لِدَهْـرٍ جَـدِيداً *** وَالْبَـسْ لآخَـرَ رَثَّـا
بديع الزمان الهمذاني - المقامة الأرمنية


Contenu du cours

الجانب النظري: التعرف على المقامة كجنس أدبي ظهر على يد بديع الزمان الهمذاني.
الجانب التطبيقي: دراسة و تحليل المقامة الارمنية.

الجانب النظري:
تعتبر المقامات جنسا أدبيا فريدا في تاريخ الأدب العربي و العالمي، و يعتبر بديع الزمان الهمذاني اول من ابتكرها، فقد ألف ما يزيد عن خمسين مقامة (تشير اغلب المراجع الى انه ألف ما يقارب 400 مقامة لم يصلنا منها إلا 52 واحدة) ترجمت الى الفرنسية في الكتاب التالي:
Badî’ al-Zamân al-Hamadhânî, Le Livre des Vagabonds, Séances d’un beau parleur impénitent, textes traduits par R. Khawam, éd. Phébus, 1997.
تحمل كل مقامة من مقامات بديع الزمان الهمذاني عنوانا خاصا بها، تم اختياره تماشيا مع محتواها، فالعنوان قد يحيل على:
1/ مكان ما: كالمقامة البغدادية، الارمنية، العراقية...
2/ حيوان: المقامة القردية...
3/ شخصية: المقامة الجاحظية...
4/ حالة ما: المقامة المجاعية...
و جميع عناوين مقامات بديع الزمان الهمذاني التي وصلتنا هي: الابليسية، الاذريبجانية، الأرمنية، الازاذية، الاسودية، الاسدية، الاهوازية، البشرية، البصرية، البغدادية، البلخية، التميمية، الجرجانية، الجاحظية، الحرزية، الحلوانية، الحمدانية، الخمرية، الخلفية، الأصفهانية، السارية، الدينارية، الساسانية، السجستانية، الشعرية، الصيمرية، الرصافية، العراقية، العلمية، الغيلانية، الفزارية، القردية، القريضية، القزوينية، الكوفية، المارستانية، المجاعية، المضيرية، الصفرية، المطلبية، البخارية، الملوكية، الموصلية، الناجمية، النهيدية، المغزلية، الوصية، الوعظية، النيسابورية، الكوفية، الشيرازية، الخلفية.
تتميز المقامات كجنس أدبي بمساحة تعبير ضيقة، و هذا ما يجعلها تشبه "القصة القصيرة". و لكن المقامة تختلف عن القصة القصيرة رغم التشابه على مستوى قصر النص. فالمقامة تتضمن الشعر الى جانب النثر، و نجده حاضرا في كل مقامة خلافا لجنس القصة القصيرة الذي لا يشترط فيه بالضرورة وجود الشعر.
يستهل بديع الزمان الهمذاني كل مقاماته بعبارة "حدثنا عيسى بن هشام، قال": أي ان هذه الشخصية تلعب دوران أساسيان: دور الراوي و دور شخصية مشاركة في صنع أحداث القصة.
نجد شخصية عيسى بن هشام في كل مقامات بديع الزان الهمذاني، و هذه إحدى خصائص جنس المقامة.
دراسة عبارة "حدثنا عيسى بن هشام، قال:"
1/ الدور الذي يلعبه عيسى بن هشام في كل مقامة:
يعتبر عيسى بن هشام "راو-شخصية (قوة فاعلة)"، لأنه يروي لنا قصة عاش بنفسه أحداثها و لم يسمعها من شخص أخر.
في الجملة الأولى من المقامة الارمنية مثلا: يدلنا فعل" قفل" المصرف مع ضمير المتكلم الجمع (قفلنا) على ان الراوي عيسى بن هشام احد شخصيات القصة.
2/ الراوي "درجة – صفر":
نستشف من خلال عبارة"حدثنا" وجود راو ثانوي يقوم بمهمة تقديم الراوي الأساسي أي عيسى بن هشام الذي يتولى بعد ذلك مهمة السرد الى آخر النص.
و تجدر الإشارة الى ان هذا الراوي الثانوي لا يتدخل إلا مرة واحدة في بداية النص من خلال عبارة "حدثنا"، و لذلك نسميه: "الراوي درجة – صفر".
المقامة كنص سردي: العناصر الحقيقية و الخيالية
المقامة قصة خيالية، أحداثها غير واقعية بل هي نسيج خيال الكاتب بديع الزمان الهمذاني، و شخصياتها كذلك خيالية أي انها لم توجد أبدا في الواقع.
الكاتب بديع الزمان الهمذاني شخص حقيقي عاش في العصر العباسي، و هو الذي ألف و ابتكر أحداث و شخصيات مقاماته.
لا يجب إذن الخلط بين الكاتب و الشخصية: فالأول شخص حقيقي، و هو الذي يبتكر الشخصية الخيالية و يضعها في إطار زماني و مكاني يختاره لها و يجعلها تواجه أحداثا نسجتها مخيلته.
مصطلح "مقامة":
لغة:
كلمة "مقام" في اللغة العربية تعني "الإقامة او السكن في مكان ما". و في النص القرآني تحمل معنى المثول أمام الله، كما في الآية التالية: (( و اما من خاف مقام ربه، و نهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى" سورة النازعات.
اصطلاحا:
المقامة قصة تحكى على مسمع الحضور في مجلس ما.
الجانب التطبيقي: تحليل المقامة الارمنية
الإطار المكاني: تحمل هذه المقامة عنوان "ارمنية"، و هي كلمة توجد في السطر الأول من النص تحيل على اسم مكان. و نجد الراوي-الشخصية الرئيسية عيسى بن هشام و رفقاءه "قفلنا" قد انهوا تجارتهم بها و على وشك مغادرتها.
الإطار الزماني: لا يحمل النص إشارة دقيقة الى الإطار الزماني، كل ما نعرفه ان أحداث القصة تدور بعد انتهاء عيسى بن هشام و رفاقه من تجارة ارمنية.
نجد في النص كلمة "أطفالها"، و التي جذرها يتكون من الحروف الثلاثة التالية: ط/ ف/ ل. و يمكننا هذا الجذر من الحصول على كلمة "طفيلي" التي تعني ذلك الشخص الذي يغشى الولائم و الأعراس و المجالس و نحوها من غير ان يدعى إليها، و مثال ذلك شخصية الأشعب. 
إذن، فقد وظف الكاتب كلمة "أطفال" عوض أبناء او أولاد لقربها من كلمة طفيلي.
الأفكار الأساسية للنص:
يبين الكاتب من خلال جملة "استنظفوا حقائبنا، و أراحوا ركائبنا" ان الطفيليين قد سرقوا منهم كل ممتلكاتهم، و نلاحظ ان الكاتب عبر عن ذلك في قالب هزلي.
و بالتالي، فان هدف الأدب إذن هو التعليم و التربية (الجد) اعتمادا على الهزل. فالمقامة تعالج موضوع الجد بالهزل.
يبين الراوي عيسى بن هشام ان الطفيليين قسموهم الى مجموعات لإضعاف قوتهم من خلال عبارة "نظمنا القد أحزابا"، و أنهم سلبوهم ركائبهم من خلال عبارة "ربطت خيولنا اغتصابا" لان فعل "غصب" يعني اخذ الشيء بالقوة. كما أمروهم بسلك الاتجاه الآخر من الطريق كما توضح عبارة "انتحوا عجز الفلاة، و اخذنا صدرها"، التي تتضمن كلمتي "صدر و عجز" اللتان تطلقان على شطري البيت الشعري في القصيدة، و بما ان الصدر و العجز يكونان في اتجاهين معاكسين، فقد ارتأى الكاتب أنهما أحسن مثال لتشبيه سلك طريقين مختلفين بالنسبة لعيسى بن هشام و رفاقه من جهة و الطفيليين من جهة اخرى. 
بعد طلوع الفجر، يجد عيسى بن هشام و رفاقه نفسهم حفاة عراة لا يملكون شيئا، كما توضح عبارة: "إلا على الأشعار و الابشار"، حيث الأشعار مفردها شعر و الابشار مفردها بشرة.
على المستوى البلاغي:
 نجد الكاتب يوظف بكثرة "السجع"، و السجع هو توافق الفاصلتين في فقرتين او أكثر في الحرف الأخير، او هو توافق أواخر فواصل الجمل، و يكون في النثر فقط. و مثال ذلك من النص ما يلي: "أهدتنا الفلاة الى أطفالها، و عثرنا بهم في أذيالها".
يوظف الأدب عددا من التقنيات او الوسائل الأدبية، منها التشخيص الذي نجده في المثال التالي من النص: "أهدتنا الفلاة الى أطفالها"، حيث يجعل الكاتب من الفلاة (أي المكان الخالي) امرأة و أما من خلال منحها "أطفالا".
و نفس الظاهرة البلاغية نجدها في الجملة التالية: "طلع حسن الفجر من نقاب الحشمة"، حيث يشخص الفجر ليصبح امرأة حسناء محتشمة تتستر تحت نقابها، ثم ما تلبث ان تبدأ بإزاحته. و توظيف كلمة نقاب في الجملة إشارة الى شدة سواد الليل.

mercredi 14 octobre 2009

les « marginaux » dans la littérature arabe classique

Semaine 1: Mercredi 14 Octobre 2009

Introduction : les « marginaux » dans la littérature arabe classique


Les « marginaux » dans la littérature classique arabe se présentent sous différents visages :
Tufaylî : parasite, pique-assietteSu‘lûk : hors-la-loi, brigandMukaddi : mendiantMajnûn : fou
Ce sont des figures « négatives » parce qu’ils sont situés en marge de la société :
Ils ne produisent pas, mais vivent de ce que les autres possèdent ou produisent.
Ils contreviennent aux valeurs fondamentales de la société : individus s’affirmant face à la communauté. Ils ne connaissent de lois que les leurs et rebelles à tous les pouvoirs ils sont leurs propres maîtres.
Ce sont des personnages de la nuit durant laquelle ils viennent frapper aux portes, tendre des pièges, organiser des guets-apens ou fréquenter les cimetières comme lieux de retraite et de méditation .




1. (suite du cours théorique)

Ces marginaux réunissent en eux des traits contradictoires :
Le Tufaylî ( parasite, pique-assiette) et le Mukaddî ( mendiant) sont à la fois des nécessiteux qui ne survivent que par les dons qu’on leur fait et des êtres doués possédant l’art de la parole qu’ils offrent à qui veut les écouter. Il est à la fois la main qui réclame le don (al yad as-suflâ) et la bouche qui offre poésie, anecdotes et autres paroles amusantes (al yad al-‘ulyâ) sans lesquelles la vie serait fade. L’or donne la richesse matérielle mais ne procure pas nécessairement la joie de vivre et ne nourrit pas l’imagination. Les biens matériels assurent la nourriture du corps mais la parole nourrit l’esprit.
Le su‘lûk (hors-la-loi, brigand) est celui qui vit en prenant par la force ce dont il a besoin chez ceux qui possèdent des biens. Il enfreint la loi de la propriété. Mais ils ne gardent pas pour eux seulement ce dont ils s’accaparent. Ces voleurs ont des gestes chevaleresques et partagent leurs butins avec les plus démunis qu’ils protègent et nourrissent. Ils offrent une communauté à ceux que la communauté a rejetés.
Enfin le majnûn (fou) est celui dont le comportement, l’habillement et le renoncement aux valeurs matérielles leur donnent l’apparence d’être déraisonnables. Cependant ceux qui prennent la peine de les écouter découvrent en eux une grande sagesse. Gueux en apparence, mais sages en leur essence, ils donnent à la vie le sens qui ne procure aucun trésor. Il possède la fonction d’intercesseur auprès de Dieu et peut révéler au souverain la vérité que les autres craignent de dire.
Ils sont à la fois une chose et son contraire : démuni à la parole d’or, voleur généreux protecteur et fou doué de sagesse.

2. Étude de la maqâma al-hirziyya

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: لَمَّا بَلَغَتِ بِيَ الغُرْبَةُ بَابَ الأَبْوَابِ، وَرَضِيتُ مِنَ الغَنِيمَةِ بِالإِيَابِ، وَدُونَهُ منِ َالبَحْرِ وَثَّابٌ بِغَاربِهِ، وَمِنَ السُّفُنِ عَسَّافٌ بِراكِبِهِ، اسْتَخَرْتُ اللهَ فِي القُفُولِ، وَقَعَدْتُ مِنَ الفُلْكِ، بِمَثَابَةِ الهُلْكِ، وَلَمَّا مَلَكْنَا البَحْرُ وَجَنَّ عَلَيْنَا الَّلْيلُ غَشِيَتْنَا سَحابَةٌ تَمُدُّ مِنَ الأَمْطَارِ حِبَالاً، وَتَحْدُو مِنَ الغَيْمِ جِبَالاً، بِرِيحٍ تُرْسِلُ الأَمْواجَ أَزْوَاجاً، وَالأَمْطَارَ أَفْوَاجاً، وَبَقِينا فِي يَدِ الحِينِ، بَيْنَ البَحْرَيْنِ، لاَ نَمْلِكُ عُدَّةً غَيْرَ الدُّعَاءِ، وَلا حِيلَةً إِلاَّ البُكَاءَ وَلا عِصْمَةً غَيْرَ الرَّجَاءِ، وَطَوَيْنَاهَا لَيْلةً نَابِغِيَّةً، وَأَصْبَحْنَا نَتَباكَى وَنَتَشاكَى، وَفِينَا رَجُلٌ لا يَخْضَلُّ جَفْنُهُ، وَلا تَبْتَلُّ عَيْنُهُ، رَخِيُّ الصَّدْرِ مُنْشَرِحُهُ، نَشِيطُ القَلْبِ فَرِحهُ، فَعَجِبْنَا واللهِ كُلَّ العَجَبِ، وَقُلْنَا لَهُ: مَا الَّذِي أَمَّنَكَ مِنَ العَطَبِ؟ فَقَالَ: حِرْزٌ لا يَغْرَقُ صَاحِبُهُ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَمْنَحَ كُلاًّ مِنْكُمْ حِرْزاً لَفَعْلتُ، فَكُلُّ رَغِبَ إِلَيْهِ، وَأَلَحَّ فِي المَسْأَلَةِ عَليْهِ، فَقَالَ: لَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ حَتَّى يُعْطِيَنِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ دِيناراً الآنَ، وَيَعِدَنِي دِيناراً إِذا سِلِمَ.

قاَلَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ: فَنَقَدْنَاهُ مَا طَلَبَ، وَوَعَدْنَاهُ مَا خَطَبَ، وَآبَتْ يَدُهُ إِلَى جَيْبِهِ، فَأَخْرَجَ قُطْعَةَ دِيْبَاجٍ، فِيْهَا حُقَّةُ عَاجٍ، قَدْ ضُمِّنَ صَدْرُها رِقَاعاً، وَحَذَفَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا بِوَاحِدَةٍ مِنْهَا، فَلمَّا سَلَمتِ السَّفِينَةِ، وَأَحَلَّتْنَا المَدِينَةَ، افْتَضَى النَّاسَ ما وَعَدُوهُ، فَنَقَدُوهُ، وَانْتَهَى الأَمْرُ إِليَّ فَقَالَ: دَعُوهُ، فَقُلْتُ: لَكَ ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ تُعْلِمَنِي سِرَّ حَالِكَ، قَالَ: أَنَا مِنْ بِلادِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ نَصَرَكَ الصَبْرُ وَخَذَلَنَا؟ فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
وَيْكَ لَوْلاَ الصَّبْرُ مَا كُنْ *** تُ مَلأَتُ الكِيسَ تِبْرَا
لَنْ يَنالَ المَجْدَ منْ ضَا *** قَ بِما يَغْشاهُ صَـدْرا
ثُمَّ مَا أَعْقَبَنِـي الـسَّـا *** عَةَ مَا أُعْطِيتُ ضَرَّا
بَلْ بِـهِ أَشْـتَـدُّ أَزْراً *** وَبِهِ أُجْبُـرُ كَـسْـرَا
وَلَوَ أَنِّيَ اليَوْمَ في الغَرْ *** قَى لَمَا كُلِّفْتُ عُـذْراً
بديع الزمان الهمذاني -
1. Lecture

2. les principales caractéristiques de la maqâma:
A. concision
B. usage du sadj' (prose rimée et rythmée)
C. un genre de fiction

3. Qui, quoi, où, quand ?
Le narrateur degré zéro

1. Suite du cours sur les "marginaux"
2. Analyse des "maqâmât" al-hirziyya et al-Armaniyya

حدَثَّنَاَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: لَمَّا قَفَلْنَا مِنْ تِجَارَةِ إِرْمِيِنِّيَة أَهْدَتْنَا الفَلاَةُ إِلَى أَطْفَالِهَا، وَعَثَرْنَا بِهِمْ فِي أَذْيَالِهَا، وَأَنَاخُونَا بِأَرْضِ نَعَامَةٍ، حَتَّى اسْتَنْظَفُوا حَقَائِبَنا، وأَرَاحُوا رَكَائِبنَا، وَبقِينَا بَياضَ اليَوْمِ، وَقَدء نَظَمَنا القِدُّ أَحْزَاباً، وَرُبِطَتْ خُيُولُنَا اغْتِصَاباً. حتَّى أَرْدَفَ اللَّيْلُ أَذْنَابَهُ، وَمَدَّ النَّجْمُ أَطْنَابَهُ، ثُمَّ انْتَحَوْا عَجُزَ الفَلاَةِ، وَأَخَذْنَا صَدْرَها، وَهَلُمَّ جَرَّا، حَتَّى طَلَعَ حُسْنُ الفَجْرِ مِنْ نِقَابِ الحِشْمَةِ، وانْتُضِىَ سَيْفُ الصَّبْحِ مِنْ قِرَابِ الظُّلْمَةِ، فَمَا طَلَعَتْ شَمْسُ النَّهَارِ، إَلاَّ عَلَى الأَشْعَارِ وَالأَبْشَارِ، وَمَا زِلْنَا بِالأَهْوَالِ نَدْرَأُ حُجُبَهَا، وَبِالْفَلَوَاتِ نَقْطَعُ نَجَبَها، حَتَّى حَلَلْنا المَرَاغَةَ، وَكُلٌّ مِنَّا انْتَظَمَ إِلى رَفِيقٍ، وَأَخَذَ فِي طَرِيقٍ، وَانْضَمَّ إِلَىَّ شَابٌّ يَعْلُوهُ صَفَارٌ، وَتعْلوهُ أَطْمَارٌ، يُكْنَى أَبَا الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيَّ، وَسِرْنَا فِي طَلَبِ أَبي جَابرٍ فَوَجَدْنَاهُ يَطْلُعُ مِنْ ذَاتِ لَظيً، تُسْجَرُ بِالغَضَا، فَعَمَدَ الإِسْكَنْدَرِيُّ إِلى رَجُلٍ فَاسْتَمَاحَهُ كفَّ مِلحٍ، وَقَالَ لِلْخَبَّازِ: أَعِرْنِي رَأْسَ التَّنُّورِ، فَإِنَّي مَقْرُورٌ، وَلَمَّا فَرَعَ سَنَامَهُ جَعَلَ يُحَدِّثُ القَوْمَ بِحَالِهِ، وَيُخْبِرُهُمْ بِاخْتِلاَلَهِ، وَيَنْشُرُ المِلْحَ فشي التَّنُّورِ مِنْ تَحْتِ أَذْيَالهِ، يُوهِمُهُمْ أَنَّ أَذَىً بِثِيَابِهِ، فَقَالَ الخَبَّازُ: مَا لَكَ لا أَبَا لَكَ؟! اجْمَعْ أَذْيَالَكَ فَقَدْ أَفْسَدْتَ الخُبْزَ عَلَيْنَا، وَقَامَ إِلَى الرُّغْفَانِ فَرَمَاهَا، وَجَعَل الإِسْكَنْدَرِيُّ يَلْتَقِطُهَا، وَيَتَأَبَّطُهَا، فَأَعْجَبَتَني حِيَلتُهُ فِيمَا فَعَلَ، وَقاَل: اصْبِرْ عَلَيَّ حَتَّى أَحْتَالَ عَلَى الأَدْمِ، فَلاَ حِيلَةَ مَعَ العُدْمِ، وَصَارَ إِلى رَجُلٍ قَدْ صَفَّفَ أَوانيَ نَظِيفةً فيها أَلوانُ الأَلْبَانِ، فَسأَلَهُ عَنِ الأَثْمَانِ، وَاسْتَأْذَنَ في الذَّوْقِ، فَقَالَ: أفْعَلْ، فَأَدَارَ في الآنِيةِ إِصْبَعَهُ، كَأَنَّهُ يَطْلُبُ شَيْئَاً ضَيَّعَهُ، ثُمَّ قَالَ: لَيْسَ مَعِي ثَمَنُهُ، وَهَلْ رَغْبَةٌ في الحِجَامَةِ؟ فَقالَ: قَبَّحَكَ اللهُ ! أَنْتَ حَجَّامٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَعَمَدَ لأَعْرَاضِهِ يَسُبَّهَا، وإِلَى الآنِيَةِ يَصُبُّهَا، فَقَالَ الإِسْكَنْدَرِيُّ: آثِرْنِي عَلَى الشَّيْطانِ، فَقالَ: خُذْهَا لاَ بُورِكَ لَكَ فِيها، فَأَخَذَهَا وَأَوَيْنَا إِلى خَلْوَةٍ، وَأَكَلْنَاهَا بِدَفْعَةٍ، وَسِرْنَا حَتَّى أَتَيْنَا قَرْيَةً اسْتَطَعَمْنا أَهْلَهَا، فَبَادَرَ مِنْ بَيْنِ الجَمَاعَةِ فَتىً إِلَى مَنْزِلِهِ، فَجاءَنَا بِصَفْحَةٍ قَدْ سَدَّ اللَّبَنُ أَنْفاسَها، حَتَّى بَلَغَ رَأْسَهَا، فَجَعَلْنا نَتَحَسَّاها، حَتَّى اسْتَوفَيْناها، وسَأَلْناهُمُ الخُبْزَ، فَأَبَوا إِلاَ بِالثَّمَنِ، فَقَالَ الإِسْكَنْدَرِيُّ: مَا لَكُمْ تَجُودُونَ بِاللَّبَنِ، وَتَمْنَعُونَ الخُبْزَ إِلاَّ بِالثَمَنِ؟ فَقَالَ الغُلاَمُ: كَانَ هَذَا اللَّبَنُ فِي غَضَارةٍ، قَدْ وَقَعَتْ فَيهَ فَارَةٌ، فَنَحْنُ نَتَصَدَّقُ بِهِ على السَّيَّارَةِ، فَقالَ الإِسْكَنْدَرِيُّ: إِنَّا للهِ! وَأَخَذَ الصَّحْفَةَ فَكَسَرَهَا، فَصَاحَ الغُلاَمُ: وَاحَرَبَاهُ، وَامَحْرُوبَاهُ، فَاقْشَعَرَّتْ مِنَّا الجِلْدَةُ، وَانْقَلَبَتْ عَلَيْنَا المَعِدَةُ، وَنَفَضْنَا مَا كُنَّا أَكَلْنَاهُ، وَقُلْتُ: هَذا جَزَاءُ مَا بِالأَمْسِ فَعَلْنَاهُ، وَأَنْشأَ أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ يَقُولُ:


يَا نَفْسُ لاَ تَتَـغَـثَّـى *** فَالشَّهْـمُ لاَ يَتَـغَـثَّـا
مَنْ يَصْحَبِ الدَّهْرِ يَأْكلْ *** فِيهِ سَمِـينـاً وَغَـثَّـا
فَالْبَسْ لِدَهْـرٍ جَـدِيداً *** وَالْبَـسْ لآخَـرَ رَثَّـا

بديع الزمان الهمذاني - المقامة الأرمنية



المقامة الواحدة والعشرون ـ المقامة المَوصِلِيََّة / Al-Maaqâma al-mûsiliya




: حدثنا عِيسى بْن ُ هِشامٍ قال
لمَّا قَفلْنا مِنَ المَوْصِلِ، وهَمَمْنا بالمَنزِلِ، ومَلَكَت علينا القافِلَةُ، وأُخِذَ مِنَّا الرَّحْلُ والرَّاحِلة، جَرَتْ بي الحُشاشَة إلى بَعْضِ قُراها، ومعي الإسكندري أبو الفَتْحِ، فقُْْلْتُ : أَين نَحْنُ مِنَ الحِيلَةِ ؟ فقالَ : يَكْفي اللَّهُ، وَدُفِعْنا إلى دارٍ قد ماتَ صاحِبُها، وقامَتْ نَوادِبها، واحْتَفَلَتْ بِقَوْمٍ قَد كَوى الجَزَعُ قُلوبَهُم، وشَقَّتِ الفَجيعَةُ جُيُوبَهُمْ، ونِساءٍ قد نَشَرْنَ شُعورهُنَّ، يَضْرِبْنَ صُدورَهُنَّ، وَشَدَدْنَ عُقودَهُنَّ، يَلْطِمْنَ خُدودَهُنَّ، فَقالَ الإسكندري : لَنا في السَّوادِ نَخْلَةٌ، وفي هذا القَطيعِ سَخْلَةٌ، ودَخَلَ الدَّار لِيَنْظُرَ إلى المَيْتِ وقد شُدَّتْ عِصابَتُهُ لِيُنْقَلَ، وَسُخِّنَ ماؤُهُ لِيُغْسَلَ، وَهُيِّئَ تابوتُهُ لِيُحْمَلَ، وخِيطَتْ أَثْوابُهُ لِيُكَفَّنَ، وَحُفِرَتْ حَفْرَتُهُ لَيُدْفَنَ، فَلمَّا رآهُ الإسكندريُّ أَخَذَ حَلْقَهُ، فَجَسَّ عِرْقَهُ، فَقالَ : يا قَوْمُ اِتَقوا اللَّهَ لا تَدفُنُوهُ فَهوَ حَيٌّ، وإنَّما عَرَتْهُ بَهْتَةٌ، وعَلَّتْهُ سَكْتَةٌ، وأنا أُسَلِّمُهُ مَفْتُوحَ العَيْنَيْنِ، بَعْدَ يَوْمَيْنِ، فقالوا : مِنْ أَيْنَ لَكَ ذلكَ ؟ فَقالَ : إِنَّ الرَّجُلَ إَذا ماتَ بَرَدَ اسْتُهُ وهذا الرَّجُلُ قد لَمَسْتُهُ فَعَلِمْتُ أنَّهُ حَيٌّ، فَجَعَلوا أيْديهِم في اسْتِهِ، فقالوا : الأَمْرُ على ما ذَكَرَ، فافْعَلوا ما أمَرَ، وقامَ الإسكندري إلى المَيِّتِ، فَنَزَعَ ثِيابَهُ ثُمَّ شَدَّ لَهُ العَمائِمَ، وعَلَّق عَلَيه تَمائم، وأَلعَقَهُ الزَّيْتَ، وأَخْلى لَهُ البَيْتَ، وقال : دَعُوهُ، ولا تُرَوِعوهُ، وإنْ سَمِعْتُمْ لهُ أنيناً فلا تُجيبوهُ، وخَرَجَ مِنْ عِندِهِ وقد شاعَ الخَبَرُ وانْتَشَرَ، بأَنَّ المَيِّتَ قد نُشِرَ، وأَخَذَتْنا المَبارُّ، مِنْ كُلِّ دار، وانْثالَتْ عَلَيْنا الهَدايا مِنْ كُلِّ جار، حَتَّى وَرِمَ كِيسُنا فِضَّةً وتِبْراً، وامْتَلأَ رَحْلُنا أَقِطاً وتَمْراً، وَجَهَدْنا أَن نَنْتَهِزَ فُرْصَةً في الهَرَبِ فَلَمْ نَجِدْها، حتَّى حَلَّ الأَجَلُ المَضْروبُ، واسْتَنْجَزَ الوَعْدُ المَكْذوبُ فقال الإِسكَندري : هَلْ سَمِعْتُمْ لِهَذا العَليلِ رِكزاً، أو رأَيْتُمْ مِنْهُ رَمْزاً ؟ فَقالوا : لا، فقالَ : إِنْ لَمْ يَكُنْ صَوَّتَ مُذْ فارَقَتُهُ، فَلَمْ يَجِئْ بَعْدُ وَقْتُهُ، دَعوهُ إلى غَدٍ فإَنَكُمْ إِذا سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ، أَمِنْتُمْ مَوْتَهُ، ثُمَّ عَرِّفوني لأَحْتالَ في عِلاجِهِ، وإِصْلاحِ ما فَسَدَ مِنْ مِراجِهِ، فقالوا : لا تُؤَخِرْ ذَلِكَ عَنْ غَدٍ، قالَ : لا، فَلَمَّا اِبْتَسَمَ ثَغْرُ الصُبْحِ، واِنْتَشَرَ جَناحُ الضَّوِّ، في أُفُقِ الجْوِّ، جاءَهُ الرِّجالُ أَفواجاً، والنِساءُ أَزْواجا، وقالوا: نُحِبُّ أَنْ تَشْفي العَليلَ، وَتَدَعَ القالَ والقيلَ، فَقالَ الإسكندري : قُوموا بِنا إِلَيْهِ، ثُمَّ حَدَرَ التَّمائمَ عَنْ يَدِهِ، وَحَلَّ العَمائمَ عَنْ جٍَسَدِهِ، وقالَ : أَنيموهُ على وَجْهِهِ، فأُنيمَ، ثُمَّ قالَ : أَقيموهُ على رِجْلَيْهِ، فأُقيمَ، ثُمَّ قالَ : خَلُّوا عَنْ يَدَيْهِ، فَسَقَطَ رأساً، وَطَنَّ الإسكندريُّ بِفَيِهِ وقالَ : هوَ مَيِّتٌ كَيْفَ أُحْييهِ ؟ فأَخَذَهُ الخُفُّ، ومَلَكَتْهُ الأَكُفُّ، وصارَ إِذا رُفِعَتْ عَنْهُ يَدٌ وٌَقَعَتْ عَلَيهِ أُخرى، ثُمَّ تَشاغَلوا بِتَجْهيزِ المَيِّتِ، فانْسلَلْنا هارِبينَ حتَّى أَتَيْنا قَرْيَةً على شَفيرِ وادٍ السَّيْلُ يُطَرِّفُها والماءُ يَتَحَيَّفُها وأَهْلُها مُغْتَمُّونَ لا يَمْلِكُهُمْ غُمْضُ اللَّيلِ، مِنْ خِشْيَةِ السَّيْلِ، فقالَ الإسكندريُّ : يا قَوْمُ أَنا أَكْفيكُمْ هذا الماءَ ومَعَرَّتَهُ، وأَرُدُّ عَنْ هذه القَرْيَةِ مَضَرَّتَهُ، فأَطيعوني، ولا تُبْرِموا أَمْراً دوني، وقالوا : وما أَمْرُكَ ؟ فقالَ : اِذْبَحوا في مَجْرى هذا الماءِ بَقَرَةً صَفْراءَ، وأُتوني بِجاريةٍ عَذْراءَ، وَصَلُّوا خَلْفي رِكْعَتَيْنِ يَثْنِ اللَّهُ عَنْكُمْ عِنانَ هذا الماءِ، إلى الصَّحراءِ، فإِنْ لَمْ يَنْثَنِ الماءُ فَدَمي عَلَيْكُمْ حَلالٌ، قالوا : نَفْعَلُ ذلِكَ، فَذَبَحوا البَقَرَةَ، وزَوَّجوهُ الجارِيَةَ، وقامَ إلى الرُّكعَتَيْنِ يُصَلِّيهِما، وقالَ : يا قَوْمُ اِحْفَظوا أَنْفُسَكُمْ لا يَقَعْ مِنْكُمْ في القِيامِ كَبْوٌ، أو في الرُّكوعِ هَفْوٌ، أَو في السُّجودِ سَهْوٌ، أَو في القُعودِ لَغوٌ، فَمَتى سَهَوْنا خَرَجَ أَمَلُنا عاطِلاً، وَذَهَبَ عَمَلُنا باطِلاً، واصْبِروا على الرُّكعَتَيْنِ فَمسافَتُهما طَويلَةٌ، وقامَ للرُّكْعَةِ الأُولى فَانْتَصَبَ اِنْتِصابَ الجِذْعِ، حتَّى شَكوا وَجَعَ الضِّلْعِ، وَسَجَدَ، حتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ قد هَجَدَ وَلَمْ يَشْجُعوا لِرَفْعِ الرُؤوسِ، حتَّى كَبَّرَ للجُلوسِ، ثُمَّ عادَ إِلى السَّجْدَةِ الثانِيَةِ، وأَوْمأَ إليَّ، فأَخَذْنا الوادي وَتَرَكْنا القَوْمَ ساجِدينَ، لا نَعْلَمُ ما صَنَعَ الدَّهْرُ بِهِمْ، فأَنْشأَ أَبو الفَتْحِ يَقولُ
وأَيْنَ مِثْلي أَيْنا ؟
لا يُبْعِدُ اللَّهُ مِثْلي
! غَنِمْتُها بِالهُوَيْنا
للَّهِ غَفْلَةُ قَوْمٍ
وَكِلْتُ زُوراً وَمَيْناً
اَكْتَلْتُ خَيْراً عَلَيْهِمْ
+++
الأقط : اللَّبن يجعل فيه الملح ويجفف، الجبن
الرَّكز : الصوت الخفي
الطنين : صوت الذباب، تعني في النص أنه عبر بأضعف الأصوات
الخُف : الحذاء
الغمض : النوم
معرَّة : أذى
يثني : يحول
هجد : نام
الهوينا : السهل المنال
اِكتلت عليهم : أي أخذت منهم بدون جدٍ وعناء
الحُشاشة : ما تبقى من الحياة
الجزع : الحزن
الجيوب : جمع جيب وهو طوق القميص ونحوه من الثياب
السَّواد : النخيل المتكاثف
السَّخلة : ولد الضأن ذكراً أو أنثى
السكتة : نازلة بالمخ تعطل المرء عن أعمال الأحياء
الاِست : الشرج وقد يكون المقصود هنا الإبط
ألعقه : وضع في فمه
التَّبر : الذهب قبل أن يسك نقداً
الرحل : الوعاء الذي يوضع فيه متاع المسافر
+++
اُستخرج النص من كتاب شرح مقامات بديع الزمان الهمذاني للمؤلف محمد محي الدين عبد الحميد، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان

Le Livre des vagabonds: René Khawam et la traduction des maqâmât de Bâdi al-Zamâne al- Hamadhani



Al-Hamadhânî (Xe siècle) passe pour être dans la littérature arabe l'inventeur de la « nouvelle » - au sens moderne que Boccace prêtera plus tard à ce mot. De joyeux compagnons se rassemblent et se racontent des histoires...La recette, en son temps, était neuve. Hamadhânî l'accommode d'emblée à tout un luxe d'épices : histoire dans l'histoire, personnages qui passent d'un récit à l'autre sous divers travestissements, jeux de miroirs et jeux de mots, pièges et chicanes narratives en tout genre - pour le plus grand bonheur du lecteur qui ne demande qu'à s'égarer en si plaisante compagnie.

« Tout comme le savoureux Abou'l-Fath d'Alexandrie de son livre, qui lui [l’auteur] ressemble trait pour trait. Clochard et bonimenteur génial, ce dernier éclabousse de ses escroqueries verbales les cinquante-deux séances (ou nouvelles) de l'ouvrage. Jouant de la sottise de ses contemporains, il tire, à coups de jeux de mots, son épingle de l'éternel jeu de dupes qu'est la vie. Cours de poésie, concours d'insultes, aventures licencieuses... chacune de ces fables gigognes est un véritable régal. » (extrait d'un article d’ Alexie Lorca, Lire, mars 1997)

Traducteur passionné et érudit, René Khawam passe le plus clair de son temps à la Bibliothèque nationale, où sont conservés ces originaux. Il y rétablit dans leur intégralité de véritables petits bijoux qu'il traduit ensuite.
Chez Phébus, Collection Domaine arabe
Textes établis sur des manuscrits originaux par René R. Khawam

Traduit par René R. Khawam
1997, 248 p.
ISBN : 2859404554

Qui est René Khawam ?

René Rizqallah Khawam est né en 1917 dans une famille chrétienne d'Alep (Syrie). Il émigre en France lors de la deuxième Guerre mondiale et consacrera dès lors toute sa vie à la traduction.
Grand érudit spécialiste de la littérature arabe classique, on lui doit notamment les traductions d'une trentaine de grands textes arabes (Le Livre des malins, Le Livre des ruses, etc.) et surtout du Coran et des Mille et Une Nuits, livre sur lequel il a travaillé pendant 35 ans. René Khawam est aussi l'auteur d'une excellente Anthologie de la poésie arabe (1996) et d'une série de Contes écrits directement en français. Composés entre autres de L'Univers culturel des chrétiens d'Orient (1987), Contes du Liban (1993) et Contes d'Islam (1997), cette série rassemble des récits historiques classés selon deux sources d'inspiration, les uns tournant autour de la naissance de l'Islam et de la valeur symbolique de l'Hégire en insistant sur une vertu islamique fondamentale: la tolérance; les autres rendant hommage à différentes autres vertus "aussi immémoriales que le soleil d'Arabie": la générosité, le respect de la parole donnée, le culte rendu aux pouvoirs de la poésie, etc., que l'auteur, à la manière des grands maîtres-conteurs du passé, met en évidence à partir de la pure tradition arabo-islamique.
René Khawam a reçu en 1996 le Grand Prix national des Lettres pour l'ensemble de son oeuvre. Il est décédé à Paris le 22 mars 2004, à l'âge de 86 ans.


Les Maqâmât: Genre littéraire


Les Maqâmât (les Séances) sont des histoires assez brèves mettant en scène deux personnages principaux : un bourgeois, qui est le narrateur, et un vagabond rusé et voleur. Le texte est rédigé en prose rythmée (sadj´), parfois mêlée de vers. Ce genre littéraire, apparu au Xe siècle, sera traité jusqu’au XIXe siècle avec des succès variables. À l’origine, il semble avoir été cultivé par les secrétaires d’administration. Le créateur du genre est un Persan : Abû al-Fadl Ahmad ibn al-Husayn al-Hamadhânî (968-1008). Il donne à ses Maqâmât une perfection stylistique et une fraîcheur d’inspiration qui ne seront plus retrouvées par ses imitateurs, y compris par al-Harîrî dont l’œuvre est pourtant plus célèbre que la sienne. C’est Hamadhânî qui invente le couple du narrateur un peu naïf et de l’homme du peuple, astucieux et sans scrupules. Attentif aux milieux populaires et à leurs codes de langage, il fait une place assez grande à la truanderie. Une « Séance » est même consacrée à l’argot de la pègre. Cet intérêt pour larrons et mendiants est une constante de la littérature arabe et se relève déjà chez Jâhiz (m. vers 868), par exemple dans son Hiyal al-lusûs (« les ruses des voleurs »), comme dans plusieurs contes des Mille et une nuits.
Mais ce sont les cinquante Maqâmât de l’Irakien al-Harîrî (1054-1122) qui jouiront de la plus grande notoriété. Dans cet oeuvre qui s’inspire de près de celle d’Hamadhânî, le vagabond, qui s’appelle Abû Zayd al-Sarûjî, est peut être inspiré d’un personnage réel, un Syrien du Nord, réfugié en Irak après la prise de Sarûj par les Croisés. L’auteur, qui était chef du service des renseignements à Basra, l'aurait personnellement connu. Véritable fil conducteur des Maqâmât, Abû Zayd parcourt tout l’Orient abbasside, de Baghdad à Samarkand et se mêle aux divers représentants de la société. Tous seront ses dupes.
L'effort d’al-Harîrî se porte moins sur le contenu de l’histoire que sur sa forme : il multiplie métaphores, énigmes et jeux de mots. Des vocables très rares sont consignés. Par là, l’auteur donne au genre une sorte de classicisme tout en le figeant hors de sa source d'inspiration première. Du vivant même de l’auteur, les Maqâmât étaient devenues classiques et plus de 700 copies circulaient.
L’œuvre d’al-Harîrî fut bien vite connue en Espagne musulmane où elle fut imitée, parfois en d’autres langues que l’arabe. Yehûdâ ben Shlômô Hârîzî (1165-1255) la traduisit en hébreu, puis composa lui-même cinquante Maqâmât qu’il intitula Sefer Tahkemôni. En hébreu encore, son contemporain Jacob ben Eleazar de Tolède rédigea dix autres Maqâmât sous le nom de Meshâlîm (les Paraboles). Au Moyen-Orient, à la fin du XIIIe siècle, le métropolite de Nisibe, ‘Abdîsho, écrivit une version en syriaque. Au XIVe siècle, les imitations se multiplient, que ce soit en Orient ou en Occident musulman, et s'appliquent même à des sujets religieux. Le genre restera vivant jusqu’au XIXe siècle, y compris auprès des auteurs chrétiens de langue arabe, comme le Libanais Nâsîf al-Yazidji (1800-1871) qui en a fait un pastiche réussi.
Les Maqâmât ont-elles inspiré la littérature européenne ? Elles font songer à un genre littéraire très apprécié en Espagne pendant le Siècle d’Or (XVIe siècle) et qu’on appelle le roman picaresque. Toutefois, on ignore si les Maqâmât ont été traduites en latin ou en roman au cours du Moyen Âge. Cependant, il est bien évident que le « picaro » espagnol ressemble par bien des traits à Abû Zayd al-Sarûjî et que la grande diffusion de l’ouvrage en Espagne permet de supposer une influence directe ou indirecte.

BIBLIOGRAPHIE

Brockelmann, C., « Makâma », in Encyclopédie de l’Islam, Paris, 1991, t. VI, p. 105-113.
Abu Haydar, J., « Maqâmât literature and the picaresque novel », in JAL III, 1974.
Kilito, A., Les Séances, Paris, 1983.
Source: http://www.qantara-med.org/qantara4/public/show_document.php?do_id=1377

Maqâmât et maqâm
Le terme arabe maqam désigne initialement en arabe la « place du marché », lieu de rassemblement où des conteurs récitent ou improvisent des histoires pour l'édification ou l'amusement du public. Par extension, maqam (au pluriel maqamat), en est venu à désigner un genre littéraire, constitué par un style de récits en prose assonancée, produits d'une improvisation pleine de virtuosité, mêlant les prouesses rythmiques et phonétiques.
Ce genre, créé par al-Hamadhani (968-1008) fut porté à son point d'aboutissement chez al-Hariri (1054-1122).
De laborieuses traductions de ces « séances » ont été tentées à diverses époques, sans jamais épuiser les richesses d'un genre qui, faisant appel à tous les raffinements de la langue arabe, a nécessité, même en arabe, d'infinis commentaires pour tenter d'en élucider toutes les allusions et les préciosités.
Destinés au plaisir du lecteur, les maqamat, dont le fil conducteur est l'humour, sont le plus souvent composés d'un dialogue entre le narrateur et un héros principal (Abou-l-Fath al-Iskandari chez al-Hamadhani, Abou Ziyad al-Sarouyi chez al-Hariri) qui se promène dans le monde et rapporte ses diverses aventures ; ces récits, entrecoupés çà et là de courts poèmes rimés, sont l'occasion de portraits ironiques de divers types humains, d'anecdotes prises sur le vif, dans la vie quotidienne du monde arabo-musulman du Moyen Âge.
Source: http://www.larousse.fr/encyclopedie/ehm/maqamat/180661

Al-Maqâma al-isfahaniya/ المقامة الأصفهانية



حَدَّثَنا عِيسَى ْبنُ هِشَامٍ قَالَ: كُنْتُ بِأَصْفَهَانَ، أَعْتَزِمُ المَسِيرَ إِلى الرَّيِّ، فَحَلَلْتُهَا حُلُولَ أَلْفَيِّ، أَتَوَقَّعُ الْقَافِلةَ كُلَّ َلْمَحةٍ، وَأَتَرَقَّبُ الرَّاحِلَةَ كلَّ صّبْحَةٍ، فَلَمَّا حُمَّ مَا تَوَقَّعْتُهُ نُودِيَ لِلصَّلاةِ نِدَاءً سَمِعْتُهُ، وتَعَيَّنَ فَرْصُ الإِجَابَةِ، فَانْسَلَلْتُ مِنْ بَيْنِ الصَّحَابةِ، أَغْتَنِمُ الجَمَاَعةَ أُدْرِكُهَا، وأَخْشَى فَوْتَ القَافِلَةِ أَتْرُكَها، لَكِنِّي اسْتَعَنْتُ بِبَركاتِ الصَّلاةِ، عَلى وَعْثَاءِ الفَلاةِ، فَصِرْتُ إِلَى أَوَّلِ الصَُفُوفِ، وَمَثَلْتُ لِلْوُقُوفِ، وَتَقَدَّمَ الإِمَاُم إِلى المِحْرَابِ، فَقَرَأَ فَاتِحَةَ الكتَابِ، بِقِراءَةِ حَمْزَةَ، مَدَّةً وَهَمْزَةً، وَبِي الْغَمُّ الْمُقِيمُ الْمُقْعِدُ في فَوْتِ القَافِلَةِ، وَالبُعْدِ عَنِ الرَّاحِلَةِ، وَاتْبَعَ الفَاتِحَةَ الوَاقِعَةَ، وَأَنَا أَتَصَلَّى نَارَ الصَّبْرِ وَأَتَصَلَّبُ، وَأَتَقَلَّى عَلى جَمْرِ الغَيْظِ وأَتَقَلَّبُ، َوَلْيَس إِلاَّ السُّكُوتُ وَالصَّبْرُ، أَوِ الكَلاَمُ وَالْقَبْرُ؛ لِمَا عَرَفْتُ مِنْ خُشُونَةِ القَومِ فِي ذَلكَ المَقامِ، أَنْ لَوْ قُطِعًتِ الصَّلاةُ دُونَ السَّلام، فَوَقَفْتُ بِقَدَمِ الضَّرُورَةِ، على تِلْكَ الصُّورَةِ إِلَى انْتِهَاءِ السُّورَةِ، وَقَدْ قَنِطْتُ مِنَ القَافِلَةِ، وَأِيِسْتُ مِنَ الرَّحْلِ وَالرَّاحِلَةِ، ثُمَّ حَنَى قَوْسَهُ لِلْرُّكُوع، بِنَوْعِ مِنَ الخُشُوعِ، وَضَرْبٍ من الخُضُوعِ، لَمْ أَعْهَدْهُ مِنْ قَبْلُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأَسَهُ وَيَدَهُ، وَقَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، وَقَامَ، حَتَّى مَا شَكَكْتُ أَنَّهُ قَدْ نَامَ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَمِيِنِهِ، وَأَكَبَّ لِجَبِيِنهِ، ثُمَّ انْكَبَّ لِوَجْهِهِ، وَرَفَعْتُ رَأَسِي أَنْتَهزُ فُرْصةً، فَلَمْ أَرَ بَيْنَ الصُّفُوفِ فُرْجَةً، فَعُدْتُ إِلَى السُّجُودِ، حَتَّى كبَّر لِلْقُعُودِ، وَقامَ إِلى الرَّكْعةِ الثَّانِيَةِ، فَقَرَأَ الفَاتِحَةَ وَالقَارِعَةَ، قِرَاءَةً اسْتَوْفَى بِها عُمْرَ السَّاعَةِ، وَاستَنْزَفَ أَرْوَاحَ الجَمَاعَةِ، فَلَمَّا فَرِغَ مِنْ رَكْعَتَيْهِ، وَأَقْبَلَ عَلى التَّشَهُّدِ بِلَحْيَيْهِ، وَمَالَ إِلَى التَّحِيَّةِ بِأَخْدَعَيْهِ، وَقُلْتُ: قَدْ سَهَّلَ اللهُ الَمْخرَجَ، وَقَرَّبَ الفَرَجَ، قَامَ رَجُلٌ وَقَالَ: مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُحِبُّ الصَّحَابَةَ والجَمَاعَةَ، فَلْيُعِرْنِي سَمْعَهُ سَاعَةً.
قَالَ عِيَسى بْنُ هِشَامٍ: فَلَزِمْتُ أَرْضِي، صِيِانَةَ لِعَرْصِي، فَقَالَ: حَقِيقٌ عَلَيَّ أَنْ لاَ أَقُولَ غَيْرَ الحَقْ، وَلا أَشْهَدَ إِلاَّ بِالصِّدْقِ، قَدْ جِئْتُكُمْ بِبِشَاَرةٍ مِنْ نَبِيكُمْ، لكِنِّي لاَ أُؤَدِّيهَا حَتَّى يُطَهِّرَ اللهُ هَذا المَسْجدَ مِنْ كُلِّ نَذْلٍ يَجْحَدُ نُبُوءَتَهُ.
قَالَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ: فَرَبَطني بِالْقُيُودِ، وَشَدَّني بِالحِبَالِ السُّودِ، ثُمَّ قَالَ: رأَيْتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المَنَامِ، كالشَّمْسِ تَحْتَ الغَمامِ، وَالبَدْرِ لَيْلَ التَّمَامِ، يَسِيرُ وَالنُّجُومُ تتَبْعَهُ، ويَسْحَبُ الذَّيْلَ والمَلائِكَةُ تَرْفَعُهُ، ثمَّ علَمَني دُعَاءً أَوْصَانِي أَنْ أُعَلِّمَ ذَلِك أُمَّتَهُ، فَكَتَبْتُهُ عَلَى هذِهِ الأَوْرَاق بِخَلُوقٍ وَمِسْكٍ، وَزَعْفَرَانٍ وَسُكٍ، فَمَنِ اسْتَوْهَبَهُ مِنيِّ وَهَبْتُهُ، وَمَنْ رَدَّ عَلَيَّ ثَمَنَ القِرْطَاسِ أَخَذْتُهُ.
قَالَ عِيسى بْنُ هِشَامٍ: فَلَقَدِ انْثِالَتْ عَليهِ الدَّرَاهِمُ حَتَّى حَيَّرَتْهُ، وَخَرَجَ فَتَبِعْتُهُ مُتَعَجِّبَاً مِنْ حِذْقِهِ بِزَرْقِهِ، وَتَمَحُّلِ رِزِقِهِ، وهَمَمْتُ بِمَسْأَلَتِهِ عَنْ حَالِهِ فَأَمْسَكْتُ، وَبِمُكَالَمَتِهِ فَسكَتُّ، وَتَأَمَّلْتُ فَصَاحَتَهُ فِي وَقَاحَتِهِ، وَمَلاحَتَهُ في اسْتِمَاحَتِهِ، وَرَبْطَهُ النَّاسَ بِحيَلتِهِ، وَأَخْذَهُ المَالَ بوَسِيلَتِهِ، وَنَظَرْتُ فإِذَا هُوَ أَبُو الْفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ، فَقُلْتُ: كَيْفَ اهْتَدَيْتَ إِلَى هذِهِ الحِيلَةِ فَتَبَسَّمَ وأَنْشَأَ يَقُولَ:

النَّاسُ حُمْرٌ فَجَـوِّزْ *** وابْرُزْ عَلَيْهِمْ وبَرِّزْ
حَتَّى إِذَا نِلْتُ مِنْهُـمْ *** مَا تَشْتَهِيهِ فَفَرْوِزْ

بديع الزمان الهمذاني -

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

بديع الزمان الهمذاني - المقامة الأرمنية




حدَثَّنَاَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: لَمَّا قَفَلْنَا مِنْ تِجَارَةِ إِرْمِيِنِّيَة أَهْدَتْنَا الفَلاَةُ إِلَى أَطْفَالِهَا، وَعَثَرْنَا بِهِمْ فِي أَذْيَالِهَا، وَأَنَاخُونَا بِأَرْضِ نَعَامَةٍ، حَتَّى اسْتَنْظَفُوا حَقَائِبَنا، وأَرَاحُوا رَكَائِبنَا، وَبقِينَا بَياضَ اليَوْمِ، وَقَدء نَظَمَنا القِدُّ أَحْزَاباً، وَرُبِطَتْ خُيُولُنَا اغْتِصَاباً. حتَّى أَرْدَفَ اللَّيْلُ أَذْنَابَهُ، وَمَدَّ النَّجْمُ أَطْنَابَهُ، ثُمَّ انْتَحَوْا عَجُزَ الفَلاَةِ، وَأَخَذْنَا صَدْرَها، وَهَلُمَّ جَرَّا، حَتَّى طَلَعَ حُسْنُ الفَجْرِ مِنْ نِقَابِ الحِشْمَةِ، وانْتُضِىَ سَيْفُ الصَّبْحِ مِنْ قِرَابِ الظُّلْمَةِ، فَمَا طَلَعَتْ شَمْسُ النَّهَارِ، إَلاَّ عَلَى الأَشْعَارِ وَالأَبْشَارِ، وَمَا زِلْنَا بِالأَهْوَالِ نَدْرَأُ حُجُبَهَا، وَبِالْفَلَوَاتِ نَقْطَعُ نَجَبَها، حَتَّى حَلَلْنا المَرَاغَةَ، وَكُلٌّ مِنَّا انْتَظَمَ إِلى رَفِيقٍ، وَأَخَذَ فِي طَرِيقٍ، وَانْضَمَّ إِلَىَّ شَابٌّ يَعْلُوهُ صَفَارٌ، وَتعْلوهُ أَطْمَارٌ، يُكْنَى أَبَا الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيَّ، وَسِرْنَا فِي طَلَبِ أَبي جَابرٍ فَوَجَدْنَاهُ يَطْلُعُ مِنْ ذَاتِ لَظيً، تُسْجَرُ بِالغَضَا، فَعَمَدَ الإِسْكَنْدَرِيُّ إِلى رَجُلٍ فَاسْتَمَاحَهُ كفَّ مِلحٍ، وَقَالَ لِلْخَبَّازِ: أَعِرْنِي رَأْسَ التَّنُّورِ، فَإِنَّي مَقْرُورٌ، وَلَمَّا فَرَعَ سَنَامَهُ جَعَلَ يُحَدِّثُ القَوْمَ بِحَالِهِ، وَيُخْبِرُهُمْ بِاخْتِلاَلَهِ، وَيَنْشُرُ المِلْحَ فشي التَّنُّورِ مِنْ تَحْتِ أَذْيَالهِ، يُوهِمُهُمْ أَنَّ أَذَىً بِثِيَابِهِ، فَقَالَ الخَبَّازُ: مَا لَكَ لا أَبَا لَكَ؟! اجْمَعْ أَذْيَالَكَ فَقَدْ أَفْسَدْتَ الخُبْزَ عَلَيْنَا، وَقَامَ إِلَى الرُّغْفَانِ فَرَمَاهَا، وَجَعَل الإِسْكَنْدَرِيُّ يَلْتَقِطُهَا، وَيَتَأَبَّطُهَا، فَأَعْجَبَتَني حِيَلتُهُ فِيمَا فَعَلَ، وَقاَل: اصْبِرْ عَلَيَّ حَتَّى أَحْتَالَ عَلَى الأَدْمِ، فَلاَ حِيلَةَ مَعَ العُدْمِ، وَصَارَ إِلى رَجُلٍ قَدْ صَفَّفَ أَوانيَ نَظِيفةً فيها أَلوانُ الأَلْبَانِ، فَسأَلَهُ عَنِ الأَثْمَانِ، وَاسْتَأْذَنَ في الذَّوْقِ، فَقَالَ: أفْعَلْ، فَأَدَارَ في الآنِيةِ إِصْبَعَهُ، كَأَنَّهُ يَطْلُبُ شَيْئَاً ضَيَّعَهُ، ثُمَّ قَالَ: لَيْسَ مَعِي ثَمَنُهُ، وَهَلْ رَغْبَةٌ في الحِجَامَةِ؟ فَقالَ: قَبَّحَكَ اللهُ ! أَنْتَ حَجَّامٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَعَمَدَ لأَعْرَاضِهِ يَسُبَّهَا، وإِلَى الآنِيَةِ يَصُبُّهَا، فَقَالَ الإِسْكَنْدَرِيُّ: آثِرْنِي عَلَى الشَّيْطانِ، فَقالَ: خُذْهَا لاَ بُورِكَ لَكَ فِيها، فَأَخَذَهَا وَأَوَيْنَا إِلى خَلْوَةٍ، وَأَكَلْنَاهَا بِدَفْعَةٍ، وَسِرْنَا حَتَّى أَتَيْنَا قَرْيَةً اسْتَطَعَمْنا أَهْلَهَا، فَبَادَرَ مِنْ بَيْنِ الجَمَاعَةِ فَتىً إِلَى مَنْزِلِهِ، فَجاءَنَا بِصَفْحَةٍ قَدْ سَدَّ اللَّبَنُ أَنْفاسَها، حَتَّى بَلَغَ رَأْسَهَا، فَجَعَلْنا نَتَحَسَّاها، حَتَّى اسْتَوفَيْناها، وسَأَلْناهُمُ الخُبْزَ، فَأَبَوا إِلاَ بِالثَّمَنِ، فَقَالَ الإِسْكَنْدَرِيُّ: مَا لَكُمْ تَجُودُونَ بِاللَّبَنِ، وَتَمْنَعُونَ الخُبْزَ إِلاَّ بِالثَمَنِ؟ فَقَالَ الغُلاَمُ: كَانَ هَذَا اللَّبَنُ فِي غَضَارةٍ، قَدْ وَقَعَتْ فَيهَ فَارَةٌ، فَنَحْنُ نَتَصَدَّقُ بِهِ على السَّيَّارَةِ، فَقالَ الإِسْكَنْدَرِيُّ: إِنَّا للهِ! وَأَخَذَ الصَّحْفَةَ فَكَسَرَهَا، فَصَاحَ الغُلاَمُ: وَاحَرَبَاهُ، وَامَحْرُوبَاهُ، فَاقْشَعَرَّتْ مِنَّا الجِلْدَةُ، وَانْقَلَبَتْ عَلَيْنَا المَعِدَةُ، وَنَفَضْنَا مَا كُنَّا أَكَلْنَاهُ، وَقُلْتُ: هَذا جَزَاءُ مَا بِالأَمْسِ فَعَلْنَاهُ، وَأَنْشأَ أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ يَقُولُ:


يَا نَفْسُ لاَ تَتَـغَـثَّـى *** فَالشَّهْـمُ لاَ يَتَـغَـثَّـا
مَنْ يَصْحَبِ الدَّهْرِ يَأْكلْ *** فِيهِ سَمِـينـاً وَغَـثَّـا
فَالْبَسْ لِدَهْـرٍ جَـدِيداً *** وَالْبَـسْ لآخَـرَ رَثَّـا

بديع الزمان الهمذاني - المقامة الأرمنية

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


Al Maqâma al-hirziyya المقامة الحرزية



حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: لَمَّا بَلَغَتِ بِيَ الغُرْبَةُ بَابَ الأَبْوَابِ، وَرَضِيتُ مِنَ الغَنِيمَةِ بِالإِيَابِ، وَدُونَهُ منِ َالبَحْرِ وَثَّابٌ بِغَاربِهِ، وَمِنَ السُّفُنِ عَسَّافٌ بِراكِبِهِ، اسْتَخَرْتُ اللهَ فِي القُفُولِ، وَقَعَدْتُ مِنَ الفُلْكِ، بِمَثَابَةِ الهُلْكِ، وَلَمَّا مَلَكْنَا البَحْرُ وَجَنَّ عَلَيْنَا الَّلْيلُ غَشِيَتْنَا سَحابَةٌ تَمُدُّ مِنَ الأَمْطَارِ حِبَالاً، وَتَحْدُو مِنَ الغَيْمِ جِبَالاً، بِرِيحٍ تُرْسِلُ الأَمْواجَ أَزْوَاجاً، وَالأَمْطَارَ أَفْوَاجاً، وَبَقِينا فِي يَدِ الحِينِ، بَيْنَ البَحْرَيْنِ، لاَ نَمْلِكُ عُدَّةً غَيْرَ الدُّعَاءِ، وَلا حِيلَةً إِلاَّ البُكَاءَ وَلا عِصْمَةً غَيْرَ الرَّجَاءِ، وَطَوَيْنَاهَا لَيْلةً نَابِغِيَّةً، وَأَصْبَحْنَا نَتَباكَى وَنَتَشاكَى، وَفِينَا رَجُلٌ لا يَخْضَلُّ جَفْنُهُ، وَلا تَبْتَلُّ عَيْنُهُ، رَخِيُّ الصَّدْرِ مُنْشَرِحُهُ، نَشِيطُ القَلْبِ فَرِحهُ، فَعَجِبْنَا واللهِ كُلَّ العَجَبِ، وَقُلْنَا لَهُ: مَا الَّذِي أَمَّنَكَ مِنَ العَطَبِ؟ فَقَالَ: حِرْزٌ لا يَغْرَقُ صَاحِبُهُ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَمْنَحَ كُلاًّ مِنْكُمْ حِرْزاً لَفَعْلتُ، فَكُلُّ رَغِبَ إِلَيْهِ، وَأَلَحَّ فِي المَسْأَلَةِ عَليْهِ، فَقَالَ: لَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ حَتَّى يُعْطِيَنِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ دِيناراً الآنَ، وَيَعِدَنِي دِيناراً إِذا سِلِمَ.
قاَلَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ: فَنَقَدْنَاهُ مَا طَلَبَ، وَوَعَدْنَاهُ مَا خَطَبَ، وَآبَتْ يَدُهُ إِلَى جَيْبِهِ، فَأَخْرَجَ قُطْعَةَ دِيْبَاجٍ، فِيْهَا حُقَّةُ عَاجٍ، قَدْ ضُمِّنَ صَدْرُها رِقَاعاً، وَحَذَفَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا بِوَاحِدَةٍ مِنْهَا، فَلمَّا سَلَمتِ السَّفِينَةِ، وَأَحَلَّتْنَا المَدِينَةَ، افْتَضَى النَّاسَ ما وَعَدُوهُ، فَنَقَدُوهُ، وَانْتَهَى الأَمْرُ إِليَّ فَقَالَ: دَعُوهُ، فَقُلْتُ: لَكَ ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ تُعْلِمَنِي سِرَّ حَالِكَ، قَالَ: أَنَا مِنْ بِلادِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ نَصَرَكَ الصَبْرُ وَخَذَلَنَا؟ فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
وَيْكَ لَوْلاَ الصَّبْرُ مَا كُنْ *** تُ مَلأَتُ الكِيسَ تِبْرَا
لَنْ يَنالَ المَجْدَ منْ ضَا *** قَ بِما يَغْشاهُ صَـدْرا
ثُمَّ مَا أَعْقَبَنِـي الـسَّـا *** عَةَ مَا أُعْطِيتُ ضَرَّا
بَلْ بِـهِ أَشْـتَـدُّ أَزْراً *** وَبِهِ أُجْبُـرُ كَـسْـرَا
وَلَوَ أَنِّيَ اليَوْمَ في الغَرْ *** قَى لَمَا كُلِّفْتُ عُـذْراً
بديع الزمان الهمذاني -



Ci dessous, des mots ou expressions traduites pour aider à la compréhension de la "maqâma

بَابَ الأَبْوَابِ:Bab al abwâb, aujourd'hui Derbend, au pied du Caucase, sur la Mer Caspienne
وَرَضِيتُ مِنَ الغَنِيمَةِ بِالإِيَابِ: (accepter, butin, retour )
َالبَحْرِ وَثَّابٌ بِغَاربِهِ: une mer aux vagues bondissantes
السُّفُنِ عَسَّافٌ بِراكِبِهِ: des navires incapables de suivre la route familière aux passagers
اسْتَخَرْتُ اللهَ فِي القُفُولِ: (se recommander à Dieu, le retour)
الهُلْكِ: la mort
جَنَّ عَلَيْنَا الَّلْيلُ: (la nuit tomba= devint la plus obscure)
وَتَحْدُو: pousser devant soi comme le chamelier pousse ses chameaux pour avancer
لاَ نَمْلِكُ عُدَّةً غَيْرَ الدُّعَاءِ،: nous n'avions plus d'autre recours que la prière
وَلا عِصْمَةً غَيْرَ الرَّجَاء: et l'espérance pour seul moyen de défense
لَيْلةً نَابِغِيَّةً: une nuit aussi effrayante que celle décrite par le poète al-Nâbigha
وَفِينَا رَجُلٌ لا يَخْضَلُّ جَفْنُهُ : il y avait parmi nous un homme dont les pauières restaient sèches.(= qui ne pleurait pas de peur)
العَطَب:le péril
قُطْعَةَ دِيْبَاجٍ: un morceau de soie imprimée
حُقَّةُ عَاجٍ: une cassette d'ivoire
رِقَاعاً: formulettes (petits papiers avec des inscriptions
حَذَفَ:il en donna
افْتَضَى النَّاسَ ما وَعَدُوهُ: il demanda aux gens ce qu'ils lui avaient promis
كَيْفَ نَصَرَكَ الصَبْرُ وَخَذَلَنَا؟: comment le courage t'a t-il soutenu victorieusement et il nous a abandonnés?
تِبْرَ: l'or
مَّ مَا أَعْقَبَنِـي الـسَّـا *** عَةَ مَا أُعْطِيتُ ضَرَّا: ce que j'ai reçu (de vous sur le navire) ne m'a fait aucun mal
بَلْ بِـهِ أَشْـتَـدُّ أَزْراً *** وَبِهِ أُجْبُـرُ كَـسْـرَا: mais il m'a renforcé et me permettra de réparer les fractures
وَلَوَ أَنِّيَ اليَوْمَ في الغَرْ *** قَى لَمَا كُلِّفْتُ عُـذْرا: et si j'avais péri noyé, je n'aurais point été obligé de me justifier

mardi 15 septembre 2009

THE MAQAMA OF WINE/ AL MAQAMA AL-KHAMRIYYA

حَدَّثَنَا عِيسى بْنُ هِشَامٍ قَالَ:اتَّفَقَ ليِ في عُنْفُوَانِ الشَّبِيبَةِ خُلُقٌ سَجِيحٌ، وَرَأْيٌ صَحِيحٌ، فَعَدَّلْتُ مِيزَانَ عَقْليِ، وَعَدَلْتُ بَيْنَ جِدِّي وَهَزْلِي، وَاتَّخَذْتُ إِخْواناً لِلْمِقَةِ، وَآخَرِينَ للنَّفَقَةِ، وَجَعَلْتُ النَّهَاَرَ لِلنَّاسِ، وَاللَّيْلَ لْلكاَسِ.

قَالَ: واجْتَمَعَ إِلَيَّ فِي بَعْضِ لَيَالِيَّ إِخْوانُ الخَلْوَةِ، ذَوُو المَعَاني الحُلْوَةِ، فَمَا زِلْنَا نَتَعَاطَى نُجُومَ الأَقْدَاحِ، حَتَّى نَفَدَ مَا مَعْنَا مِنْ الرَّاحِ.

قَالَ: واجْتَمَعَ رَأْيُ النَّدْمَانِ، عَلَى فَصْدِ الدِّنَانِ، فَأَسَلْنَا نَفْسَهَا، وَبَقِيَتْ كَالصَّدَفِ بِلا دُرٍّ، أَوْ المِصْرِ بِلا حُرٍّ.

قَالَ: وَلَمَّا مَسَّتْنَا حَالُنَا تِلْكَ دَعَتْنَا دَوَاعِي الشَّطَارَةِ، إِلَى حَانِ الخَمَّارَةِ، وَالْلَّيْلُ أَخْضَرُ الدِّيبَاجِ، مُغْتَلِمُ الأَمْواجِ، فَلَمَّا أَخَذْنَا فِي السَّبْحِ، ثَوَّبَ مُنَادِي الصُّبْحِ، فَخَنَسَ شَيْطَانُ الصَّبْوَةِ، وَتَبَادَرْنَا إِلَى الدَّعْوَةِ، وَقُمْنَا وَرَاءَ الإِمَامِ، قِيَامِ البَرَرَةِ الكِرَامِ، بِوَقَارٍ وَسَكِينَةٍ، وَحَرَكَاتٍ مَوْزُونَةٍ، فَلِكُلِّ بِضَاعَةٍ وَقْتٌ، وَلِكُلِّ صِنَاعَةٍ سَمْتٌ، وَإِمَامُنَا يَجِدُّ فِي خَفْضِهِ وَرَفْعِهِ، وَيَدْعُونَا بِإِطَالَتِهِ إِلَى صَفْعِهِ، حَتَّى إِذَا رَاجَعَ بَصِيرَتَهُ، وَرَفَعَ بِالسَّلاَمِ عَقِيرَتَهُ، تَرَبَّعَ فِي رُكْنِ مِحْرَابِهِ، وَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلى أَصْحَابِهِ، وَجَعَلَ يُطِيلُ إِطْرَاقِهِ، وَيُدِيمُ اسْتِنْشَاقَهُ، ثُمًّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ خَلَطَ فِي سِيرَتِهِ، وابْتُلِيَ بِقَاذُورَتِهِ، فَلْيَسَعْهُ دِيماسُهُ، دُونَ أَنْ تُنَجِّسَنَا أَنْفَاسَهُ، إِنِّي لأَجِدُ مُنْذُ اليَومِ، رِيحَ أُُمِّ الكَبَائِرِ مِنْ بَعْضِ القَوْمِ، فَمَا جَزَاءُ مَنْ بَاتَ صَرِيعَ الطَاغُوتِ، ثُمَّ ابْتَكَرَ إِلَى هذِهِ البُيُوتِ، الَّتِي أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ، وَبِدَابِرِ هَؤُلاءِ أَنْ يُقْطَعْ، وَأَشَارَ إِلَيْنَا، فَتَأَلَّبَتِ الجَمَاعَةُ عَلَيْنَا، حَتَّى مُزِّقَتِ الأَرْدِيَةُ، وَدَمِيَتِ الأَقْفِيَةُ، وَحَتَّى أَقْسَمْنَا لَهُمْ لا عُدْنَا، وَأَفْلَتْنَا مِنْ بَيْنِهِمْ وَمَا كِدْنَا، وَكُلُّنَا مُغْتَفِرٌ لِلْسَلامَةِ، مِثْلَ هَذِهِ الآفَةِ، وَسَأَلْنَا مَنْ مَرَّ بِنَا مِنَ الصِّبْيَةِ، عَنْ إِمَامِ تِلْكَ القَرْيَةِ، فَقَالُوا: الرَّجُلُ التَّقِيُّ، أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ، فَقُلْنَا: سُبْحَانَ اللهِ! رُبَّمَا أَبْصَرَ عِمِّيتٌ، وَآمَنَ عِفْرِيتٌ، وَالحَمْدُ للِه لَقَدْ أَسْرَعَ فِي أَوْبَتِهِ، وَلا حَرَمَنَا اللهُ مِثْلَ تَوْبَتِهِ، وَجَعَلنَا بَقِيَّةَ يَوْمِنَا نَعْجَبُ مِنْ نُسْكِهِ، مَعَ مَا كُنَّا نَعْلَمُ مِنْ فِسْقِهِ.

قَالَ:وَلَمَّا حَشْرَجَ النَّهَارُ أَوْ كَادَ، نَظَرْنَا فَإِذَا بِرَايَاتِ الحَانَاتِ أَمْثَالُ النُّجُومِ، في الْلَّيْلِ البَهِيمِ، فَتَهَادَيْنَا بِهَا السَّرَّاءَ، وَتَبَاشَرْنَا بِلَيْلَةٍ غَرَّاءَ، وَوَصَلْنَا إِلَى أَفْخَمِهَا بَاباً، وَأَضْخَمِهَا كِلاباً، وَقَدْ جَعَلْنَا الدِّينَارَ إِمَاماً، وَالاسْتِهْتَارِ لِزَاماً، فَدُفِعْنَا إِلَى ذَاتِ شَكْلٍ وَدَلٍّ، وَوِشَاحِ مُنْحَلٍّ، إِذَا قَتَلَتْ أَلْحَاظُهَا، أَحْيَتْ أَلْفَاظُهَا، فَأَحْسَنَتْ تَلَقِّينَا، وَأَسْرَعَتْ تُقَبِّلُ رُؤُوسَنَا وَأَيْدِينَا، وَأَسْرَعَ مَنْ مَعَهَا مِنَ العُلُوجِ ، إِلَى حَطِّ الرِّحَالِ وَالسُّرُوجِ، وَسَأَلْنَاهَا عَنْ خَمْرِهَا، فَقَالَتْ:




خَمْـرٌ كَـرِيقِـي فِـي الــعُـــذُو *** بَةِ وَالَّـلـــذَاذَةِ وَالـــحَـــلاوَةْ

تَذَرُ الحَلِيمَ وَمَا عَلَيْهِ *** لِحِلْمِهِ أَدْنَى طُلاَوَةْ

كَأَنَّمَا اعْتَصَرَهَا مِنْ خَدِّي، أَجْدَادُ جَدِّي. وَسَرْبَلُوها مِنَ القَارِ، بِمِثْلِ هَجْرِي وَصَدِّي، وَدِيعَةُ الدُّهُورِ، وَخَبِيئَةُ جَيْبِ السُّرُورِ، وَمَا زَالَتْ تَتَوارَثْهَا الأَخْيَارُ، وَيَأْخِذُ مِنْهَا الْلَّيْلُ وَالنَّهَارُ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ إِلاَّ أَرَجٌ وَشُعَاعٌ،وَوَهْجٌ لَذَّاعُ، رَيْحَانَةُ النَّفْسِ، وَضَرَّةُ الشَّمْسِ، فَتَاةُ البَرْقِ، عَجُوزُ المَلْقِ، كَالَّلهَبِ في العُرُوقِ، وَكَبَرْدِ النَّسِيم فِي الحُلُوقِ، مِصْبَاحُ الفِكْرِ، وَتِرْيَاقُ سَمِّ الدَّهْرِ، بِمِثْلِهَا عُزّزَ المَيِّتُ فَانْتَشَرَ، وَدُووِيَ الأَكْمَهُ فَأَبْصَرَ، قُلْنَا: هذِهِ الضَّالَّةُ وَأَبِيكِ، فَمنِ المُطْرِبُ فِي نَادِيكِ؟.

وَلَعَلَّهَا تُشَعْشَعُ لِلشَّرْب، بِرِيقِكِ العَذْبِ، قَالَتْ: إِنَّ لِي شَيْخاً ظَرِيفَ الطَّبْعِ، طَرِيفَ المُجُونِ، مَرَّ بِي يَوْمَ الأَحَدِ فِي دَيْرِ المِرْبَدِ، فَسَارَّنِي حَتَّى سَرَّنِي، فَوَقَعَتِ الخُلْطَةُ، وَتَكَرَّرَتِ الغِبْطَةُ، وَذَكَرَ لِي مِنْ وُفُورِ عِرْضِهِ، وَشَرَفِ قَوْمِهِ فِي أَرْضِهِ، مَا عَطَفَ بِهِ وُدّي، وَحَظِيَ بِهِ عِنْدِي، وَسَيَكُونُ لَكُمْ بِهِ أُنْسٌ، وَعَلَيْهِ حِرْصٌ، قَالَ: وَدَعَتْ بِشَيْخِهَا فَإِذَا هُوَ إِسْكَنْدَرِينَا أَبُو الفَتْحِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الفَتْحِ، واللهِ كَأَنَّمَا نَظَرَ إِلَيْكَ، وَنَطَقَ عَنْ لِسَانِكَ الَّذِي يَقُولُ:

كَانَ لِي فِيمَـا مَـضَ *** ى عَقْلٌ وَدِينٌ وَاسْتِقَامَةْ

ثُمَّ قَدْ بِعْنَـا بِـحَـمْـدِ *** اللهِ فِقْهاً بِـحِـجـامَةْ

وَلَئِنْ عِشْـنَـا قَـلِـيلاً *** نَسأَلُ اللهَ الـسَّـلاَمَةْ

قَالَ: فَنَخَرَ نِخْرَةَ المُعْجَبِ، وَصَاحَ وَزَمْهَرَ، وَضَحِكَ حَتَّى قَهْقَهَ. ثُمَّ قَالَ: أَلِمِثْلِي يُقَالُ، أَوْ بِمِثْلِي تُضْرَبُ الأَمْثَالُ ؟؟




دَعْ مِـنَ الـلَّـــوْمِ وَلَـــكِـــنْ *** أَيُّ دَكَّـــاكٍ تَـــرَانِـــــي

أَنَـا مَـنْ يَعْـــرِفُـــهُ كُـــلُّ *** تَهَـــامٍ وَيَمـــانِـــــــي

أَنَـا مِــنْ كُـــلِّ غُـــبـــارٍ *** أَنَـا مِـنْ كُـــلِّ مَـــكَـــانِ

سَاعَـــــــــــةَ أَلزَمُ مِحْرَا *** باً، وَأُخْرَى بَيْتَ حَــــــــانِ

وَكَذَا يَفــــــــــْعَلُ مَنْ يَعْقِـ *** لُ فِـي هَـــذَا الـــزَّمَـــانِ



قَالَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ: فَاسْتَعَذْتُ بِاللهِ مِنْ مِثْلِ حَالِهِ، وَعَجِبْتُ لِقُعُودِ الرِّزْقِ عَنْ أَمْثَالِه، وَطِبْنَا مَعَهُ أُسْبُوعَنَا ذَلِكَ، وَرَحَلْنَا عَنْهُ.

THE MAQAMA OF WINE

‘ÍSÁ IBN HISHÁM related to us and said: In my early youth I happened to have an equable temperament and accurate judgement, and so I held the balances of my reason even and counterbalanced my seriousness with my jesting. And I adopted some friends for love and others for pleasure. I set apart the day for the people and the night for the wine-cup. He said: 'Now one night there assembled with me some familiar friends, masters of pleasant ideas, and we ceased not to hand one another the stars of the drinking-bowls 1 until the wine we had was exhausted.'

He said: 'The boon-companions were unanimous in their decision to broach the wine vats, and we drew forth their contents 2 and they remained like the shell without the pearl, or a country without a free-born man.' He said: 'When we felt the effect of that our predicament, mischievous inclinations led us to the inn of the female vintner. The brocade of night was green and its waves were tumultuous. Now when we had begun to wade along, the crier of the morning 3 chanted the summons to prayer and so the fiend of youthful lust shrank back, 4 and we hastened

p. 179

forward to obey the call, and stood behind the Imam with the standing of the noble pious, with dignity, sedateness, and measured movements. For every commodity hath its time and every craft its place.

Now our Imam was energetic in his bending and rising, and by his delay was inviting us to slap him, till he came to his senses and raised his voice to pronounce the final salutation. Then he sat cross-legged at a side of the niche, turned his face towards his audience, 1 looking down for a long time and snuffed the air continually. Then he said: 'O people, he who has rendered his conduct unseemly, and is afflicted with his foul behaviour, should remain at home, 2 instead of polluting us with his breath, for verily all this day I have perceived the fumes 3 of the mother of enormities 4 from some of the people. Now what is the desert of him who has passed the night prostrated by the influence of Ṭaghút 5 a and then comes betimes to these houses 6 which God hath commanded to be raised, and hath purposed

p. 180

that the last of these should be cut off?' 1--and he pointed to us. Then was the congregation incited against us, and they fell upon us till our outer-wrapper garments were torn to tatters, the napes of our necks were covered with blood, and we vowed to them we would not revert to it. Then we escaped from among them with difficulty, but, owing to our escaping safely, 2 we all forgave such a calamity. 3 We enquired of the children that passed by us concerning the Imám of that village and they said: 'It is the godly man Abú’l Fatḥ, al-Iskanderí.' So we exclaimed: 'Good gracious, occasionally a blind man receives his sight and a demon believes! And praise God! he has hastened in turning to Him and may God not deprive us of repentance like his.' And we passed the remainder of our day marvelling at his devotion in spite of what we knew of his immorality. He said: 'Now when the day was, or almost was, in its death throes, we beheld and lo! there were the banners of the wine-shops 4 like stars in a pitch-dark night. At the sight of them we exchanged gifts of gladness, announced to one another the glad tidings of a brilliant night, and arrived at the one with the biggest door and the stoutest dogs. And we made the dinar our leader and recklessness a thing inseparable from us. We were conducted to the possessor of a beautiful form, dalliance, and a slender waist,--when her glances killed, her words made alive again. She received us well and hastened to kiss our heads and hands while her aliens 5 hurried to unsaddle the camels and the horses.' Then we asked her concerning her wine and she said:--

'Wine, in sweetness, 6 deliciousness and pleasantness, like the dew of my mouth,
p. 181

It leaves the clement one without the smallest quantity of the grace of his clemency.'
It is as if my grandfather's ancestors had pressed it from my cheek and coated it with pitch 1 like unto my separation and aversion; the trust of the ages, the hidden thing in the bosom of happiness. The righteous have not ceased to inherit it and the nights and the days to take away from it, until nought remaineth save aroma, rays, and a pungent flavour. It is the fragrance of the soul, the fellow-spouse of the sun, 2 the damsel of the lightning, a coaxing old dame. It is like the heat in the veins and the coolness of the gentle breeze in the throats, the illumination of thought and the antidote 3 to the poison of the age. With the like of it the dead is strengthened and raised to life again, and the one born blind is treated so that he sees. So we said: 'By thy father this is the stray! And who is the minstrel at thy court? Perhaps it is diluted for the drinkers with the sweet dew of thy mouth?' She said: 'Verily, I have an old man of pleasant disposition and rare humour. He met me on Sunday at the convent of Mirbad. He spoke to me confidentially till he pleased me, and so a friendship sprang up and joy recurred. He told me of his great honour, and of the nobility of his people in his own country that which directed my love to him, and made him a favourite, and you will soon make friends with, and have a longing for him.' He said: 'Then she called her old man, and lo! it was our Iskanderí, Abú’l-Fatḥ!' So I said: 'O Abú’l-Fatḥ! By heavens, it is as though he who recited these lines had looked upon thee and spoken with thy tongue:--

'In times gone by, 4 I had wisdom, religion and uprightness,
Then praise God! we sold jurisprudence for the craft of the cupper.
And, if we live but a little longer, God save us.'
p. 182

He said: 'Then he snorted as snorts the vain, he shouted, he grinned and laughed immoderately and then he said: "Is it said of the likes of me, is one like me proverbially spoken of?"'

'Cease from blaming, 1 but what a deceiver 2 thou perceivest me to be!
I am he whom every Tahamite and every Yemenite knows,
I am of every kind of dust, I am of every place.
At one time I cleave to the niche, at another to the location of the wine-shop.
And thus acts whoever is wise in this time.'
Said ‘Ísá ibn Hishám: 'I sought refuge with God from the like of his condition, and I marvelled at the holding back 3 of subsistence from men of his ilk. We enjoyed that week of ours with him and then we departed from him.'

Footnotes

178:1 The stars of the drinking-bowls: That is the cups of sparkling wine.

178:2 … Their contents: Literally, their soul.

178:3 … The crier of the morning: That is, the Mu’adhin (muezzin).

178:4 … Shrank back: Cf. … the epithet applied to the devil because he shrinks at the mention of God. See Qur’án, cxiv, 4 and Baiḍáwí, Commentary p. 179 (Fleischer ed.) ii, 424. A similar idea is suggested in Faust by Mephistopheles shrinking at the sight of the cross or the sound of sacred music.

179:1 … His audience: Literally, his companions.

179:2 … At home: Literally, at his house; Dozy's opinion is that the word … is arabicized from the Greek. Cf.δομος a house. δημος, people, δεμοσοις a public place belonging to the public, a state prison. The name of Hajjáj's dungeon at Wasiṭ, half way between Baṣra and Kufa (Yaqut, ii, 712). The word is found in Rabinnical Hebrew ‏דימוס‎

179:3 The fumes: According to the law of Abú Ḥanífa a man does not render himself liable to scourging (…) because he smells of wine, unless witnesses give evidence, or he himself admits, that he has actually drunk wine. The mere smell, adds the same authority, is not sufficient, for the odour consequent upon eating a quince would be precisely the same. Mabsút, xxiv, 31.

179:4 … The mother of enormities: Cf. the more popular term … mother of vices, wine.

179:5 … Ṭaghút: According to Baiḍáwí, Commentary, i, 213, it means any vain thing which is worshipped. It signifies an idol or whatever is worshipped besides God, and particularly the two goddesses of the Meccans, al-Lát and al-‘Uzzá, and also the devil and any seducer (Sale's translation of the Qur’án, p. 28 note). See Qur’án, iv, 54, and liii, 19.

179:6 To these houses: An allusion to Qur’án, xxiv, 36. The term houses quoted from the Qur’án is applied to those edifices set apart for divine worship, particularly the principal temples of Mecca, Madína and Jerusalem. Baiḍáwí, Commentary, ii, 25.

180:1 Should be cut off: An allusion to Qur’án, viii, 7.

180:2 … Escaping safely: Another reading … For the sake of the old wine.

180:3 We forgave such a calamity: That is, we were glad to get away at all.

180:4 … The banners of the wine shots: Evidently in the time of the author the sale of intoxicants in Muslim lands was not prohibited and it was permitted to display flags to distinguish those institutions.

180:5 … Aliens: Plural of … the term was applied first to foreigners, especially Persians, then to Christians who had become Muslims and to Muslims who had become Christians and, finally, to renegade foreigners in the service of Muslim princes.

180:6 Wine in sweetness, like the dew of my mouth: Metre, kámil.

181:1 … Coated it with pitch: An allusion to the practice of besmearing the winevat with pitch.

181:2 The fellow spouse of the sun: That is, something calculated to excite jealousy.

181:3 … An antidote; Probably arabicized from the Greek θηριακα, φαρμακα, antidotes against poisonous bites.

181:4 In times gone by: Metre, ramal.

182:1 Cease from blaming: Metre, ramal.

182:2 … A deceiver: Literally, a demolisher, from … he crushed or demolished, also one who mixes one substance with another, a cheat.

182:3 … Holding back: Literally, sitting down. Cf. Ḥarírí, p. 140.

dimanche 13 septembre 2009

AL-HAMADHÂNÎ, créateur du genre maqâmât


Al-Hamadhânî est l’exemple d’une réussite complète par une soumission totale aux exigences de la mode de la société.
Abû al-Fadl Ahmad Ibn al-Husayn devenu célèbre sous l’ethnique d’al- Hamadhânî est souvent aussi nommé Badî‘al-Zamân « la Merveille du Temps ». Il est difficile de savoir si cette appellation flatteuse lui a été attribuée de son vivant ou seulement après sa mort.

Né à Hamadhân un peu avant l’an 358/968-69, on connaît peu de choses sur sa vie. Margoliouth donne les sources biographiques le concernant dans son article de l’Encyclopédie de l’Islam (Hamadhânî, EI, II, p. 257). Il se réclamait lui-même d’origine arabe et se gaussait d’être né à Hamadhân. De famille modeste, mais de père certainement cultivé car les lettres que lui adressait son fils sont d’un style fort travaillé et plein d’afféterie. Il passe les premières de sa vie dans sa ville natale où il subit sans doute l’influence familiale chiite. Mais il semble être passé ensuite au sunnisme d’après un texte assez obscur inséré dans ses Épitres (p. 327) où il demande à être enterré d’après les rites sunnites.

D’une précocité remarquable, il possède une mémoire prodigieuse. Il fait des études brillantes principalement sous la direction du philosophe Ibn al-Fâris (2) avec lequel il garda toute sa vie une relation de confiance. Al-Hamadhânî se distingue par une virtuosité à manier la langue arabe dans laquelle il composa des poèmes et des textes en prose qui suscitèrent l’admiration de ses contemporains. Il avait également une excellente connaissance du persan. « Il pouvait traduire impromptu en vers arabes les vers persans qu’on lui proposait et qui contenaient les idées les plus rares ». À ces dons, al-Hamadhânî joignait un physique agréable, un maintien élégant, un enjouement, un esprit plein de séduction et une verve dangereuse pour ses rivaux. Il disposait ainsi de toutes les qualités pour briller et s’imposer dans les cours de Perse.
Mais, à 22 ans, le jeune prodige, trop à l’étroit dans sa ville natale, va s’installer à Rayy, capitale du sultanat bouyide où règne une vie intellectuelle à la mesure de ses ambitions.
Hamadhânî, à son arrivée est admis à la cour du vizir Ibn ‘Abbâd parmi les poètes, écrivains et beaux esprits des autres villes de Perse Septentrionale. Il tira de cette situation des avantages matériels. Cependant, il abandonna bientôt ce foyer culturel (à cause d’une mésentente avec le vizir Ibn ‘Abbâd ?). Il se dirige vers Djurdjân au bord de la mer Caspienne et rencontre (selon Tha‘alibî, Yatimat, IV, p. 168) des chiites ismaëliens sectateurs.
Ensuite, il se dirige vers le Khurasân. Nichapûr est alors un centre urbain prospère, le plus opulent et le plus actif de cette partie du monde musulman. Une population fort mêlée : riche bourgeoisie , prolétariat frondeur et la secte hérétique des Qarmates y avait de nombreux adeptes. Une vie intellectuelle active y régnait avec des salons littéraires et des mécènes et les premières madrasas fondées en Islam. Malgré les résurgences de la littérature iranienne (Firdawsi rédigeait Le Livre des Rois),l’arabe demeurait la langue officielle et la langue de la civilisation. La poésie et les épîtres en cet idiome demeuraient donc à l’honneur dans l’aristocratie et aussi chez les fonctionnaires.
Hamadhânî noue des relations utiles avec quelques mécènes de Nichapur. Dès son arrivée, il entre en compétition avec un adversaire de taille : le célèbre Abû Bakr al-Khârizmî (323/ 914-383/993). Aidé par quelques notables de Nichapur, fort indisposés contre al-Khârizmî, le jeune Hamadhânî avait des avantages sérieux et al-Khârizmî dut reconnaître sa défaite après une longue lutte. « Il ne fut plus, alors, de ville au Khurasân, au Sistân et dans les pays du Ghazn où al-Hamadhânî n’entrât et où, prince, émir, vizir et gouverneur ne fissent pleuvoir sur lui leurs dons » .
On connaît moins nettement les périodes suivantes de sa vie :
- quitta-t-il le Khurasân en 385/ 995 pour Zaranj, capitale du Sistân auprès de l’émir Khalaf?
- Alla-t-il se fixer à Hérat ?
Un riche mariage lui assura semble t-il considération fort bien assise, fortune, achat de terres.
Nous ne savons plus rien sur les années qui suivirent son arrivée à Hérat : eut-il une fin de vie heureuse et sans histoire ?
Il ne vieillit pas puisqu’il mourut jeune avant de dépasser la quarantaine en 398/ 22 Fév. 1008. Al-Hamadhâni serait tombé en léthargie et aurait été enterré prématurément. Il aurait repris ses sens dans la tombe mais, lorsqu’on serait venu à son secours, il était déjà trop tard.

Notes sur ce chapitre :
1. La date de naissance se déduit d’une indication de Tha‘alibî ( Yatîmat al-Dahr, IV, p. 169) « quand il eut dépassé quarante ans, Allâh la rappela à lui et il quitta ce monde en l’an 398 (= sept. 1007- août 1008) ».
2. Auteur d’un précis de grammaire et d’un dictionnaire, Ahmad Ibn al-Fâris passa presque toute sa vie à Hamadhân avant d’être appelé à Rayy, comme précepteur du prince bouyide Fakhr ad-Dawla ; il mourut en 395/1004. Voir EI, II, (Ben Cheneb), p. 399.
Notes de S. Benbabaali d'après l'ouvrage de Blachère et Masnou

samedi 12 septembre 2009

Genèse et caractéristiques de la Maqama





Apparue au 10ème / 4ème siècle, la maqāma est devenue grâce à son créateur, Badī‘ al-Zamān al-Hamadānī, un genre littéraire à part entière. Cependant, aussi spécifique que soit ce genre littéraire, il a une histoire et entretient un rapport de filiation avec des genres voisins qui l’ont précédé. Ce sont là les éléments que nous allons essayer d’éclaircir dans ce chapitre.
Au 10ème/4ème siècle, la littérature arabe accentue sa tendance à la mondanité. Les œuvres où se mélangeaient prose et poésie commençaient à naître. Celles-ci se déclamaient dans les salons, les cours et les assemblées appelées « mağālis al-uns/ » où leurs auteurs avaient le besoin de paraître et de briller pour faire valoir leurs dons d’orateurs et d’improvisateurs . C’est dans cette ambiance que la maqāma apparaît. Cependant, qu’en est-il de l’ambiance politique ?
Cette époque était caractérisée par la désagrégation du califat de Bagdad et la perte du pouvoir des mains des souverains abbassides au profit des chefs de la milice turque. Ce qui a provoqué l’apparition de principautés indépendantes en Egypte, en Syrie et en Perse. Ce trouble politique ne fut pas sans conséquence sur l’ambiance intellectuelle. En effet, ces perturbations étaient la cause de la décentralisation de l’activité culturelle dans le Proche et le Moyen-Orient, de l’accroissement des salons littéraires et enfin de la conformité des lettrés de l’époque aux règles du mécénat.

Mais quel fut le rapport de filiation entre la maqāma avec ce qu’il la précédait en littérature?
Nous pouvons retrouver les germes de ce nouveau genre qu’est la « maqāma » dans plusieurs autres genres littéraires antérieurs. Elle s’apparente à la fois au sermon, à la poésie sous ses formes diverses, à l’épître, au récit de voyage, et surtout aux ouvrages géographiques et à la littérature d’adab. Ce genre constitue l’ébauche d’une nouvelle forme littéraire qui est le théâtre. Ce rapprochement peut être constaté dans le déguisement du héros et l’attitude du récitant .
A présent, voyons de plus près les points de concordance et de divergence entre la maqāma et les deux genres auxquels elle s’apparente le plus, c’est-à-dire la littérature d’adab et les ouvrages géographiques.
Commençons par la littérature d’adab. Celle-ci est autonome et a ses règles et ses particularités. Elle est également appelée « littérature d'agrément » comportant un mélange entre vers et prose, « sağ‘ ». Elle portait en elle le modèle de l’éloquence arabe. Signalons que la prose arabe est apparue au 8ème / 2ème siècle avec Ibn al-Muqaffa‘ (721-757 / 102-134) . Et au cours du 9ème/3ème siècle, al-Ğāhiz (776-869 / 159-255) donne ses lettres de noblesse à cette forme d’écriture qui sera désignée par la prose d’adab.
Rappelons que la littérature d’adab était le mode d’expression général de l’époque. Elle avait pour dessein d’instruire, d’édifier et de corriger tout en distrayant. Elle met en scène des personnages historiques ou pseudo historiques dans des anecdotes où la morale est évidente. Elle se rapproche ainsi de la tradition « Hadit » pour la chaîne d’authenticité qui introduit chaque récit. Ceci pour la forme,mais qu’en est-il du public et quels étaient les thèmes traités ?
En effet, l'adab s'adresse à l’élite « hāssa » dont la culture sociale, politique, littéraire est vaste. Cependant, quand cette même littérature traitait des autres groupes de la société, la « ‘āmma », c'était toujours pour les présenter de manière satirique et ironique. En somme, nous dirons que la fonction de l'adab classique fixe des normes et impose des valeurs qui prescrivent les codes de la bonne conduite, dont leurs membres sont reconnus comme étant des gens raffinés « Zarîf ».


De la même manière, le genre maqāma continue très nettement la tradition de l’adab, par l’usage formel de la poésie et de la prose, par la recherche du mot insolite, par son dessein à la fois instructif et distrayant, par la présence d’une chaîne d’authenticité et enfin, par le choix du public.
Quant au deuxième genre littéraire auquel la maqāma s’apparente le plus, c’est le récit de voyage. Les ouvrages géographiques sont nommés «kutub al-mamālif wa l-masālik /livres des itinéraires et des royaumes ». Ce genre avait pour objectif de décrire l’empire musulman qui s’étendait, entre le 8ème / 2ème et 9ème / 3ème siècle, de l’Indus jusqu’au Pyrénées. Ces livres étaient des sortes de guides destinés à tous ceux qui se déplaçaient dans cet immense espace. Ce genre d’ouvrage, apparu en Orient, était plutôt général contrairement au genre d’ouvrage, apparu en Andalousie, qui était plus intime et personnel, une forme de journal de voyage.
En effet, le précurseur du genre « rihla » fut Ibn Ğubayr (1145–1217 / 540-614) . Ce dernier fit un voyage qui lui donna l’occasion d’observer et de vivre des expériences merveilleuses. C’est alors qu’il décida de les noter dans un journal de voyage. Le témoignage de ces voyageurs est très important pour l’histoire du monde musulman. Nous y observons, par exemple, des attestations sur l’invasion des Mongols en 1258 / 656 ou encore, sur le phare d’Alexandrie détruit plus tard par un tremblement de terre. Ceci pour dire que nous avons dans ces écrits les traces d’un monde disparu. Le genre « riḥla » avait donc pour but de relater des récits de voyage et de transmettre les connaissances acquises par le quêteur qui s’était mis sur le chemin du Savoir . Ces précisions étant énoncées, quelles sont alors les différences majeures entre les deux genres « rihla » et « maqāma » et où se rejoignent-ils ?
La différence la plus pertinente est due au fait que le discours des maqāmāt appartient à la fiction alors que les ouvrages géographiques découlent de l’observation directe ( ‘iyān / ) de faits réels ou considérés comme tels. Ainsi, le grand géographe de l’islam, al-Muqaddasī (m. 990 / 380) , dans son ouvrage « Ahsan al-taqāsīm fī ma‘rifat al-aqālīm/La meilleure répartition pour la connaissance des provinces », divise ce dernier en trois parties : ce qui a été vu, ce qui a été recueilli de personnes dignes de confiance et ce qui a été trouvé dans les ouvrages . Les maqāmāt se basent aussi sur l’observation directe rapportée par le narrateur,‘Īsā.
Par ailleurs, l’objectif de la première est de divertir alors que la seconde a un but utilitaire. Ainsi la première est destinée aux amateurs de la belle parole alors que la deuxième sert surtout aux voyageurs qui souhaiteraient s’aventurer sur des terres déjà parcourues par l’auteur d’une certaine rihla. Enfin, le dernier point de rapprochement entre ces deux genres réside dans le déplacement et le voyage quasi-continuel qui est à observer dans leurs récits.



L’étymologie :
Commençons par le terme « maqāma ». Il a plusieurs significations. Il a voyagé tout au long des siècles, par conséquent, il a beaucoup évolué . Nous avons relevé seulement deux sens du terme « maqāma » qui ont un rapport avec le genre en question. Nous nous limiterons simplement à la compréhension de la raison pour laquelle le genre maqāma porte ce nom, et cela à partir de son étymologie.
En effet, « maqāma » dérive de « qāma, yaqûmu, ’aqāma /» du radical « Q W M / », un verbe plutôt statique et qui implique l’idée de « se lever », « se tenir dans un lieu », ce qui est cohérent vu que la maqāma était contée par une personne qui se tenait debout devant un auditoire de personnes assises pour écouter les aventures du narrateur. Cela explique également la traduction de ce terme en français qui ne restitue évidemment pas toute la signification du terme arabe mais s’en rapproche quelque peu. En effet, ce dernier est traduit communément par « séance » qui dérive de l’ancien français du 12ème siècle « seoir », « être assis » et dont le substantif est « séance ». Il y a donc une opposition, dans la désignation de ce genre dans les deux langues. Ceci entre le narrateur qui est debout et l’auditeur qui est assis puisque « maqāma » implique la position du narrateur tandis que « séance » implique la position de l’auditeur.
Nous pouvons lire également dans le Coran quatorze fois le mot « maqām ». Parmi tant d’autres nous citons : « wa ammā man hāfa maqāma rabbi-hi wa nahā l-nafsa ‘ani-l-hawā / en revanche, quiconque a craint la séance de son Seigneur, a interdit l’âme aux passions ». Dans ce verset, « maqām » est le lieu où les croyants vont comparaître devant leur juge, en l’occurrence, Dieu. Ce moment est pour le croyant la dernière étape après la vie terrestre.
Quant au deuxième sens que nous avons relevé pour le terme « maqām », c’est celui qui le qualifie de propos tenus au cours des réunions dans les assemblées de notables où l’éloquence était au rendez-vous. Ensuite, et par extension, « maqāmāt » désignait alors des discours plus ou moins édifiants prononcés devant un public distingué . C’est peut-être en se basant sur cette acceptation qu’al-Hamadānī a adopté le terme « maqāma » pour désigner les discours édifiants d’Abū l-Fath al-Iskandarī. Cependant, nous ne constatons aucun lien étymologique entre le terme « maqām » et le voyage.

Les caractéristiques de la maqāma :
Passons maintenant aux spécificités et aux caractéristiques qui sont propres au genre « maqāma » que ce soit du point de vue formel, stylistique ou encore thématique.
La maqāma est caractérisée par l’emploi à la fois de la prose rimée et rythmée « sağ‘ » ainsi que de poésie comme nous l’avons déjà cité. Le souci principal de l’auteur était d’imposer un style savant, parfois même précieux. Ce qui fut une vraie réussite car la maqāma est cadencée, légère à l’écoute, mais aussi chargée de sens et d’éloquence par son vocabulaire recherché.
La maqāma est aussi caractérisée par l’existence de deux protagonistes. Le premier, narrateur principal,‘Isā Ibn Hišām est un bourgeois cultivé victime de sa naïveté. Le second, Abū l-Fath al-Iskandarī, est un bohème quelque peu parasite et aussi cultivé qu’immoral, ce qui ne l’empêche pas d’adresser à son auditoire des discours édifiants et moralisateurs.
Quant aux trois éléments fondamentaux sur lesquels reposent la maqāma, ce sont le voyage, la mendicité et le savoir. Ces trois éléments se trouvent justement réunis en la personne d’Abū l-Fath al-Iskandarī : il détient le savoir, c’est un grand voyageur et joue à la perfection le rôle du mendiant. Al-Ğāhiz est le premier à avoir introduit le personnage du mendiant « mukaddi / » dans « Kitāb al-buhalā’ / Le Livre des avares » où sont recensées « hiyal al-lusūs wa-l-mukaddīn / Les ruses des voleurs et des truands».

Dans une maqāma typique d’al-Hamadānī, les évènements se succèdent dans l’ordre suivant : l’arrivée du narrateur dans une ville, la rencontre avec le héros déguisé, le discours, la récompense, la reconnaissance, la justification, la séparation. Chez al-Hamadānī, la maqāma commence toujours par la célèbre phrase préliminaire « haddatanā ‘Īsā Ibn Hišām, qāla : ‘Īsā Ibn Hišām nous a raconté ce qui suit : ». Cette introduction est prononcée par un narrateur fictif que nous désignerons par « le narrateur degré zéro ». Ce dernier est la personne qui prend la parole au début de chaque maqāma et qui présente les différents personnages de celle-ci.
Les maqāmāt sont le récit des aventures de ‘Isā Ibn Hišām et de ses multiples rencontres avec Abū l-Fath al-Iskandarī. Al-Hamadānī, raconte les histoires de ses héros de manière assez particulière. En effet, il donne la parole à un narrateur degré zéro créant ainsi « l’illusion réaliste » d’une véritable séance avec des personnages bien réels. Ce procédé rappelle l’utilisation dans les « hadīth » de la chaîne d’authenticité « isnād » qui atteste de la véracité de la parole du prophète. Mais la différence entre la chaîne d’authenticité du hadīt et celle de la maqāma réside dans le fait que les maillons de la chaîne d’authenticité du « hadīt » sont tous réels tandis que ceux de la maqāma sont fictifs (‘Isā Ibn Hišām et Abū l-Fath al-Iskandarī et le narrateur degré zéro).
Une fois la parole prise, nous constatons que le discours de la maqāma est réparti en unités symétriques rimant entre elles. Si ses balancements rythmiques permettent de l’apparenter à de la poésie elle reste cependant plus libre que celle-ci. Les maqāmāt sont d’une longueur variable, mais, en général, elles ne dépassent quelques pages.
Elles mettent en scène des personnages et décrivent des situations caractéristiques de la société de l’époque. Elles abordent ainsi les mœurs, les rapports entre les différentes couches sociales, l’activité économique et intellectuelle des centres urbains tels que l’Egypte, la Syrie, l’Iraq, et la Perse au 10ème siècle. L’auteur est un très bon observateur de l’homme et des évènements de la vie sociale. Nous trouvons dans ces récits le petit peuple, les truands, la bourgeoisie ainsi que les lettrés .



L’autonomie de la maqāma :
Comme nous l’avons déjà dit, les maqāmāt d’al-Hamadānī ne nous sont pas parvenues dans leur totalité. En effet, cinquante-deux maqāma seulement sur quatre cents environ sont à notre disposition. Chaque maqāma étant indépendante de l’autre, il n’y a pas de problème de compréhension dû au manque de continuité. Nous ne sommes pas sensés avoir lu une maqāma pour en comprendre une autre. Chez al-Hamadānī la maqāma est le moment où le narrateur ‘Īsā Ibn Hišām raconte l’aventure qu’il vient de vivre et les leçons qu’il en tire indépendamment de l’aventure précédente . Dans chaque maqāma le narrateur est vierge de l’expérience passée. Une sorte d’amnésie frappe les personnages de la maqāma qui redécouvrent à chaque fois ce qu’ils sont sensés avoir appris auparavant. A titre d’exemple, nous citons le personnage aux mille visages, Abū l-Fath, qui est néanmoins facilement reconnaissable grâce à son apparence et son éloquence par le lecteur, mais qui reste à chaque fois, une surprise pour le narrateur, ‘Īsā Ibn Hišām. Ce qui diffère d’une maqāma à l’autre, c’est la manière dont le narrateur reconnaît le héros. Tantôt il le reconnaît par le biais de son apparence, tantôt par celui de ses paroles.
Ceci nous amène à affirmer qu’il n’y a aucun moyen de classer chronologiquement les maqāmāt. Cependant, nous pouvons relever des éléments qui nous permettent de dire globalement lesquelles sont situées dans la période de jeunesse ou de vieillesse. En effet, l’âge de nos protagonistes est un élément révélateur car tantôt ils apparaissent jeunes tantôt plus âgés. Nous constatons leur jeunesse dans les énoncés suivants : « ittafaqa lī fī ‘unfuwāni l-šabībati huluqun sağīhun wa ra’yun sahīh /en la fleur de ma jeunesse, se rencontraient en moi à la fois une humeur débonnaire et un jugement fort » , « Laysa fīnā illā amradu bikru-l-āmāli / Le groupe ne comptait que des personnes encore imberbes et dont l’expérience était intacte ». Quant à leur âge avancé, il apparaît alors, décrivant Abū l-Fatḥ « id dahala kahlun qad ġabbara fī wağhihi l–faqru Je reçus la visite d’un homme mûr dont l’indigence semblait avoir saupoudré son visage de poussière ».
Cela nous amène à dire que toutes les maqāmāt où nos protagonistes paraissent jeunes précèdent logiquement les maqāmāt où ils paraissent âgés. Signalons aussi que ‘Īsā Ibn Hišām et Abū l-Fath al-Iskandarī sont de la même génération. Dans Al-maqāma al-balhiyya, ‘Īsā Ibn Hišām se décrit en disant « wa anā bi ‘udrati l-šabābi / Dans la fleur de ma jeunesse » puis, quelques lignes plus loin, Abū l-Fath al-Iskandarī est décrit par le narrateur en étant « šābun fī zayyi mil’i l-‘ayni / un magnifique jeune homme ».

Extrait du Mémoire de Master de Dandan Rayane: Le thème du voyage dans quelques maqâmât d'al-Hamadhâni. Sorbonne Nouvelle, 2007. Sous la direction de S. Benbabaali