4e de couverture de l'ouvrage traduit par M. Gloton
Dans l'oeuvre d'Ibn' Arabî (560/1165 - 638/1240), L'Interprète des désirs occupe une place à part. Le grand mystique a en effet choisi le vers arabe classique pour exprimer les principes de sa philosophie, qu'il a lui-même commentés. On y retrouve l'apport de la Révélation coranique dans laquelle Dieu est Miséricorde, ainsi que les traits de la culture bédouine de la presqu'île arabique, et ceux de la fertile Andalousie où le maître est né.
Le thème principal de cette somme poétique est l'Amour, à la fois quête éperdue de l'Amant divin et approche de l'être aimé - en l'occurrence la jeune Iranienne Nizhâm (Harmonie). Celle-ci, par sa pureté et sa très grande beauté, symbolise la sagesse divine et incarne l'Amour essentiel qui meut tout l'univers.
Remarquable traducteur du Traité de l'amour et spécialiste des maîtres du soufisme, Maurice Gloton nous offre ici le texte français intégral de cette oeuvre dont il a su rendre la beauté du style poétique et l'inépuisable richesse des commentaires. Ainsi le lecteur retrouvera le jaillissement, l'effet d'envoûtement auxquels les Arabes ont toujours été extrêmement sensibles, mais aussi les thèmes centraux de l'expérience spirituelle et de la doctrine d'Ibn `Arabî, l'un des plus grands auteurs de la littérature soufie.
كان سبب تأليف الشيخ محيي الدين ابن العربي لكتابه الشهير "ترجمان الأشواق" أنه خصصه لمدح نظام بنت الشيخ أبي شجاع بن رستم الأصفهاني التي عرفها في مكة سنة 598 عندما قدم إليها لأول مرة قادما من المغرب. وعلى خلاف ما ذكر عثمان يحيى رحمه الله في تصنيفه لكتب ابن العربي، فإن الشيخ محيي الدين لم يكتب هذا الكتاب في ذلك الوقت، ولكن ربما كتب بعض القصائد التي ضمّها هذا الكتابُ على فترات متباينة، ابتداءً من سنة 598 ثم جمعها في كتاب واحد في هذه السنة في مكة خلال الفترة من شهر رجب إلى شهر رمضان. فمن الملاحظ أولا أن الشيخ محيي الدين عندما يذكر أبا شجاع في مقدمة ترجمان الأشواق يترحّم عليه، مما يعني أنه كتب ذلك بعد موته الذي كان سنة 609/1212. يضاف إلى ذلك أنه في كثيرٍ من قصائده يشير إلى أماكن محددة في بغداد والبصرة والتي لم يزرها إلا في سنة 601 ثم 608.
ومن جهة أخرى كما أوضح ستيفين هرتنشتاين فإن أحد المخطوطات في مكتبة راغب باشا يشير إلى أن هذا الكتاب قد تم تأليفه على مدة عشر سنوات وأنهي بتاريخ 25 رجب 614/1217، مما يعني أنه قد بدء به سنة 604، حسب هذا المخطوط.
من الجدير بالذكر هنا أن الكثير من، بل ربما جميع، القصائد التي ذكرها الشيخ محيي الدين ابن العربي في كتاب ترجمان الأشواق ذكرها أيضاً في كتاب "محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار"، ولكننا لا نعرف أيضاً متى ألّف الشيخ محيي الدين هذا الكتاب على وجه التحديد.
ولقد ذكرنا من قبل أن الشيخ محيي الدين قال في مقدمة الترجمان أن كلَّ ما يذكره من أسماء ومديح وغزل في هذا الكتاب إنما هو إشارة إلى معان إلهية رفيعة. ويضيف الشيخ رضي الله عنه في الباب الثامن والتسعين من الفتوحات المكية أن ما يذكره في أشعاره، فيما يخص ترجمان الأشواق وغيره، فإنها كلها معارف إلهية في صور مختلفة من تشبيب ومديح وأسماء نساء وصفاتهن وأنهار وأماكن ونجوم.
وأضاف في مقدمة شرحه للترجمان قائلا في وصفه لنظام:
ولولا النفوس الضعيفة السريعة الأمراض السيّئة الأغراض، لأخذتُ في شرح ما أودع الله تعالى في خلقها من الحسن، وفى خُلُقها الذي هو روضةُ المزنِ، شمسٌ بين العلماء، بستان بين الأدباء، حُقَّةٌ مختومة، واسطة عقدٍ منظومة، يتيمة دهرها، كريمة عصرها .. مسكنُها جيادٌ وبيتها من العينِ السوادُ ومن الصدر الفؤاد، أشرقت بها تهامة، وفتح الروض لمجاورتها أكمامه ... عليها مسحة مَلَكٍ وهمَّة مَلِكٍ ... فقلّدناها من نظمنا في هذا الكتاب (ترجمان الأشواق) أحسن القلائد بلسانِ النسيبِ الرائق وعبارات الغزل اللائق، ولم أبلغ في ذلك بعض ما تجده النفس من كريم ودِّها وقديم عهدِها ... إذ هي السُّؤْلُ والمأمول، والعذراءُ البتول، ولكن نظمنا فيها بعضَ خاطر الاشتياق، من تلك الذخائرِ والأعلاق ... فكلُّ اسمٍ أذكرُه في هذا الجزء فعنها أكنِّي، وكل دارٍ أندبها فدارها أعني. ولم أزل فيما نظمته في هذا الجزء على الإِيماء إلى الواردات الإلهية والتنزلات الروحانية والمناسبات العلوية، ولعِلمها رضي الله عنها بما إليه أشير، ولا ينبؤك مثل خبير، والله يعصم قارئ هذا الديوان من سبق خاطره إلى ما لا يليق بالنفوس الأبية والهمم العليّة المتعلقة بالأمور السمواية، آمين بعزّة من لا ربّ غيره، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
ولقد أثار كتاب ترجمان الأشواق انتقادات كثيرة في ذلك الوقت، وخاصة من فقهاء حلب، مما اضطر ابن العربي أن يكتب عليه شرحاً سماه ذخائر الأعلاق.
ونذكر ما ذكره الشيخ محيي الدين في بداية كتاب "ذخائر الأعلاق في شرح ترجمان الأشواق" أن سبب شرحه لهذه الأبيات هو أن صاحبيه بدر الحبشي وإسماعيل بن سودكين طلبا منه ذلك لأنهما سمعا بعض الفقهاء بمدينة حلب ينكرون أن هذا من الأسرار الإلهية، ويقولون أن الشيخ يتستر بهذه الدعوى لكونه منسوباً إلى الصلاح والدين.
ثم يذكر الشيخ محيي الدين أنه بعد أن كتب هذا الشرح قرأ بعضَه القاضي ابن العديم (وهو المؤرّخ الشهير الذي كتب "بغية الطلب في تاريخ حلب" كما ذكرنا أعلاه) بحضرة جماعة من الفقهاء، فلما سمعه ذلك المنكر الذي أنكره تاب إلى الله سبحانه وتعالى ورجع عن الإنكار على الفقراء وأن ما يأتون به في أقاويلهم من الغزل والتشبيب يقصدون في ذلك الأسرار الإلهية.
ولكن يبدو أن الشيخ محيي الدين لم يكمل شرح هذا الديوان في حلب في هذه السنة حيث يبدو أنه بدأ شوطاً جديداً من السفر نحو بلاد الروم، ليستقر في ملطية لعدة سنوات كما سنرى. ويذكر نيكلسون في مقدمته لترجمة ترجمان الأشواق أن الشيخ محيي الدين أنهى شرحه عليه في مدينة كابادوسيا بين قيصرية وقونية. .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire